أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال يقول “طلق والدي أمي طلاقا رسميا ،لكي أعفى من الخدمة العسكرية ،ثم أعادها زوجة مرة أخرى بعقد عرفي فما حكم ذلك؟

وقال عطية لاشين، في إجابته على السؤال، إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا).

كما روت كتب السنة عنه فيما رواه الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم الشحوم عمدوا إلى الانتفاع بها بالحيلة إذ غيروا الشحم عن صفته فأذابوه ثم باعوه ،فأكلوا ثمنه ،وقالوا تحيلا وخداعا :لم نأكل الشحم المحرم علينا ،وهم يخادعون الله وهو خادعهم).

وأوضح أن الحيل الذي يريد الشخص من خلالها الوصول إلى أمر يريده، ويلبي رغبته على قسمين:
حيل غير مشروعة ومحرمة وهي التي يراد بها تحليل ماحرم الله ،او تحريم ما أحل الله، أو تعطيل شرع الله ،ونزيد على ذلك قائلين :أو يراد بها الالتفاف على قوانين الدولة للهروب من أمر أوجبه القانون.

وتابع: مثل هذه الحيل حرام وباطلة !لأن القصد منها الوصول  إلى محرم، وما كان المراد منه الوصول إلى محرم كان حراما، لأن مقدمة الحرام حرام، ولأن الأمور بمقاصدها.

قال الله تعالى: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ).

حيل مشروعة وهي التي لا يريد الشخص من خلالها الوصول إلى غرض غير مشروع ،ومن ذلك قول الله تعالى :(وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث).

وأكد عطية لاشين، أن الذي يطلق زوجته رسميا ثم يعقد عليها عرفيا للوصول إلى غرض غير مشروع كالحالة التي ورد من أجلها السؤال فإن الوالد طلق زوجته ليعفي ابنه من أداء الخدمة العسكرية التي هي واجب شرعي ووطني مقدس، ومثل ذلك من تتزوج عرفيا للاحتفاظ بمعاش أبيها، أو زوجها السابق، ويلحق بها من تتزوج عرفيا لكي لا تحرم من حضانة أولادها من زوجها السابق.

وقال عطية لاشين، إن الزواج العرفي في مثل هذه الحالات حرام حرام، وحيلة باطلة لا يقرها الشرع الحكيم لأنه يتوصل به إلى أمر ممنوع أي محرم.

شاركها.