04:00 ص


الأربعاء 17 سبتمبر 2025

كتبت- شيماء مرسي

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من أستراليا أن اتباع نظام الكيتو الغذائي قد يسهم في تقليل أعراض الصداع النصفي.

وسلط الباحثون الضوء على العلاقة بين الخلل الاستقلابي والصداع النصفي المزمن.

وأوضحت الدراسة أن نظام الكيتو قد يعالج هذه الاضطرابات من خلال تحسين استقلاب الطاقة في الدماغ، وفقا لموقع “نيوز ميديكال”.

ولاحظ الباحثون في عام 1935 أن انخفاض مستويات السكر في الدم يمكن أن يحفز نوبات الصداع النصفي، بينما يؤدي تصحيح هذا النقص إلى تخفيف الأعراض.

وفي عام 1982، كشفت الدراسات عن ارتفاع مستويات اللاكتات في الدم والسائل الدماغي الشوكي أثناء النوبات، ما يشير إلى نقص إمدادات الأكسجين في الدماغ. وهذه النتائج المبكرة مهدت الطريق لفهم الصداع النصفي كحالة استقلابية.

كما أن الصداع النصفي ينتج عن مجموعة من الاضطرابات الاستقلابية المترابطة، بما في ذلك خلل الميتوكوندريا، اختلال توازن الميكروبيوم في الأمعاء، الالتهاب العصبي، الإجهاد التأكسدي، مشاكل تنظيم الوزن، وضعف استقلاب الجلوكوز. هذه العوامل مجتمعة تخلق حالة استقلابية منخفضة تجعل الدماغ أكثر عرضة للنوبات.

كيف يعمل نظام الكيتو؟

الكيتو هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون ومعتدل البروتين، يهدف إلى تحويل الجسم من استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة إلى استخدام الدهون، وهي عملية تُعرف باسم “الكيتوسيس” أو الحالة الكيتونية.

وخلال هذه الحالة، ينتج الكبد أجسامًا كيتونية مثل بيتا-هيدروكسي بوتيرات (BHB)، التي يمكن أن تزوّد الدماغ بما يصل إلى 75% من احتياجاته من الطاقة. يُعتبر هذا التحول مصدرًا للوقود أكثر كفاءة من الجلوكوز، مما قد يساعد على تصحيح أوجه القصور الأيضي في الدماغ.

فوائد محتملة للصداع النصفي

تشير الدراسات إلى أن نظام الكيتو قد يقلل من وتيرة الصداع النصفي، مدة النوبات، وشدة الألم، مع تقليل الحاجة إلى الأدوية. منذ أواخر عشرينيات القرن العشرين، أفادت تقارير مبكرة أن نحو نصف المرضى الذين اتبعوا نظام الكيتو شهدوا تحسنا في الأعراض.

وأكدت التجارب الحديثة، خاصة من إيطاليا، هذه النتائج، حيث أظهرت مجموعات نظام الكيتو انخفاضا في أيام الصداع الشهرية واستخدام الأدوية مقارنة بالأنظمة القياسية أو منخفضة السعرات.

ووجد الباحثون ارتباط بين مستويات الكيتونات وتحسن الأعراض، لكن التنوع في تصميم الدراسات وطرق قياس الكيتونات يجعل من الضروري إجراء تجارب أكبر وأكثر توحيدا لتأكيد الفعالية.

وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، يتطلب نظام الكيتو إشرافا طبيا وغذائيا لتجنب المضاعفات. وقد يعاني الأفراد من آثار جانبية مثل “إنفلونزا الكيتو” (تتضمن أعراضا مثل الغثيان والدوار)، حصوات الكلى، نقص الفيتامينات، أو انخفاض ضغط الدم.

كما أثارت دراسات على الحيوانات مخاوف بشأن المخاطر طويلة الأمد، مثل تصلب الشرايين، لكن البيانات البشرية طويلة الأمد ما تزال غائبة.

واستكشفت الدراسة أيضا المكملات الكيتونية، مثل الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCTs) والكيتونات الخارجية عن طريق الفم، كبديل أقل تقييدا، لكن الأدلة الحالية محدودة وغير حاسمة.

ويعد نظام الكيتو خيارا واعدا للوقاية من الصداع النصفي المزمن من خلال معالجة نقص استقلاب الدماغ. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تجارب سريرية قوية لتقييم سلامته وفعاليته بشكل كامل.

شاركها.