انطلقت أمس فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح، الذي يُعد واحدًا من أهم المهرجانات الثقافية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وسط حضور جماهيري مميز وأجواء احتفالية ساحرة.
المهرجان الذي يقام تحت شعار “فن المسرح حوار ثقافي”، شهد تنوعًا لافتًا في العروض المسرحية التي تجمع بين الثقافات المختلفة وتكرس الإبداع كأداة للتواصل بين الشعوب.
وذكرت نورا سمير، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية، في تقريرها عن افتتاح المهرجان: “من الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، انطلقت فعاليات الدورة الـ 15 من المهرجان وسط أجواء احتفالية ساحرة تحتفي بفن المسرح وتجمع بين ثقافات متعددة تحت راية الإبداع.”
وأضافت سمير أن شوارع المدينة، بما تحويه من تاريخ وفن، تحولت إلى فضاء عالمي ينبض بالحياة، حيث توافدت الفرق المسرحية من مختلف أنحاء العالم لعرض تجاربهم الفريدة، معبرة عن غنى وتنوع المشهد الفني العالمي.
إبداع بلا حدود
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير المهرجان، إسلام وسوف، أن فلسفة المهرجان تعتمد على توظيف الإمكانيات المتاحة بشكل إبداعي، بعيدًا عن التركيز على الإنتاج الضخم.
وأوضح: “المهرجان هذا العام يتميز بعروض تركز على الإبداع والابتكار، مستفيدة من خامات بسيطة لكن تحمل رسائل قوية ومتنوعة.”
ووافقه الرأي نصار نصار، عضو لجنة تحكيم من الكويت، الذي أشار إلى أن المشاركة في المهرجان تمثل نجاحًا لأي فرقة مسرحية، مضيفًا: “الهدف الأسمى هو تقديم ثقافاتنا بأفضل صورة، والجمهور هو الحكم الأول والأخير.”
منصة للحوار الثقافي
يعتبر المهرجان منصة هامة للحوار بين الثقافات المختلفة، حيث يعكس فن المسرح قيم التفاهم والتبادل الثقافي. عروض هذا العام جمعت بين الفكر والمتعة، وقدمت نماذج فنية مبتكرة من مختلف البلدان، ما يعكس الطاقة المتجددة للمسرح.
كما شهدت الدورة الـ 15 حضور عدد من النقاد والمثقفين الذين عبروا عن إعجابهم بالرسائل العميقة التي تحملها العروض.
تكريم كبار المبدعين
واستكمالًا للروح الاحتفالية للمهرجان، شهدت الدورة الحالية تكريم عدد من الشخصيات الفنية البارزة في مجالي المسرح والسينما، الذين تركوا بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي، من بينهم المخرج المسرحي عصام السيد، الذي اعتبر أن المهرجان يشجع على الابتكار، ويعطي الفرصة للتجارب الجديدة بعيدًا عن المتطلبات الإنتاجية التقليدية.