02:30 ص
الإثنين 22 سبتمبر 2025
كتب – سيد متولي
طور باحثون في “مايو كلينك” اختبارا جينيا جديدا يساعد على التنبؤ بكيفية استجابة الأشخاص لأدوية إنقاص الوزن، في خطوة توصف بأنها واعدة نحو علاجات أكثر دقة وفعالية.
يعتمد الاختبار على ما يُعرف بـ السعرات حتى الشبع (CTS)، أي كمية الطعام التي يحتاجها الشخص ليشعر بالامتلاء، ويربطها بمدى نجاح العلاج، ووفق دراسة نُشرت في مجلة Cell Metabolism، يمكن لهذا الاختبار تحديد العلاج الأنسب لكل مريض منذ البداية.
وقال الدكتور أندريس أكوستا، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي وكبير مؤلفي الدراسة: “المرضى يستحقون علاجات تعكس بيولوجيتهم، وليس مجرد حجم أجسامهم. هذا الاختبار يساعدنا على إيصال الدواء المناسب للشخص المناسب منذ البداية” بحسب صحيفة ذا صن.
يصيب مرض السمنة أكثر من 650 مليون بالغ حول العالم، وينجم عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية والسلوكية. ويُفسر هذا التعقيد التباين الكبير في استجابة الأفراد لبرامج إنقاص الوزن، بينما تعتمد القرارات الطبية غالباً على مقاييس بسيطة مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI).
شملت الدراسة نحو 800 شخص مصاب بالسمنة، طُلب منهم تناول وجبة مفتوحة حتى الشعور بالشبع.
وأظهرت النتائج تفاوتاً كبيراً، إذ اكتفى بعض المشاركين بـ140 سعرة حرارية فقط، بينما تجاوز آخرون 2000 سعرة. ولم تتمكن العوامل التقليدية مثل الوزن أو نسبة الدهون أو هرمونات الشهية من تفسير هذا التباين، ما دفع الباحثين للتركيز على التحليل الجيني.
باستخدام تقنيات التعلم الآلي، طوّر الفريق مقياساً جينياً جديداً (CTS-GRS) يُستخلص من عينة دم أو لعاب لتقدير عتبة الشبع لكل مريض. وعند اختباره على دوائين معتمدين من FDA، تبين أ، أصحاب عتبة الشبع العالية فقدوا وزناً أكبر باستخدام فينترمين-توبيراميت (Qsymia)، وأصحاب العتبة المنخفضة استجابوا بشكل أفضل لعقار ليراغلوتايد (Saxenda).
ويعمل الباحثون حالياً على توسيع نطاق الدراسة لتشمل دواء سيماغلوتايد (Ozempic وWegovy)، إضافة إلى تطوير نماذج للتنبؤ بالآثار الجانبية مثل الغثيان والقيء، مع دمج بيانات الميكروبيوم والميتابولوم، لتعزيز دقة الاختبار وتقديم علاجات أكثر تخصيصًا لكل مريض.