في كل مرة يكتشف فيها علماء الفلك جسما فضائيا جديدا بالقرب من الأرض، تتجدد التكهنات حول احتمال كونه مسبارا قادما من خارج المجموعة الشمسية.
هذه الفرضيات عادة ما تتلاشى مع الوقت بعد تحليل البيانات، لكنها تعكس شغفا دائما لدى الجمهور والباحثين بكل ما هو غامض في الفضاء.
هذه القصة تكررت مع الكويكب “1991 VG” الذي اكتشفه مشروع “سبيس ووتش” (Spacewatch) عام 1991، حين لفت الأنظار بسبب مداره الشبيه بمدار الأرض ورغم أن بعض الآراء ذهبت حينها إلى أنه “مسبار فضائي”، إلا أنه تبين لاحقا أنه مجرد كويكب طبيعي.
كويكبات “أرجونا”
يطلق العلماء على هذه الفئة من الأجرام اسم “كويكبات أرجونا”، وهي مجموعة من الكويكبات القريبة من الأرض (NEOs) تتحرك في مدارات شبيهة بمدار الأرض إذ يوجد حتى الآن أكثر من 100 كويكب من هذه الفئة، ما يشكل ما يُعرف بـ”حزام أرجونا الثانوي”.
أعلنت مذكرة بحثية جديدة نشرت في “مذكرات بحثية للجمعية الفلكية الأمريكية” عن اكتشاف الكويكب “2025 PN7” ليصبح أحدث عضو في مجموعة أرجونا.
المذكرة أعدها العالمان كارلوس دي لا فوينتي ماركوس وراؤول دي لا فوينتي ماركوس من جامعة كومبلوتنسي في مدريد.
تعرف كويكبات أرجونا بأنها “أشباه أقمار” نظرا لحركتها الرنانة مع الأرض دون أن تكون مرتبطة بجاذبيتها بشكل مباشر.
وفي بعض الحالات، قد تلتقط الأرض أحد هذه الكويكبات لفترات وجيزة فيصبح “قمرا صغيرا” مؤقتا، كما حدث مع الكويكب “2024 PT5” الذي أثار مخاوف محدودة من الاصطدام بالأرض لفترة قصيرة.
اختلافات عن كويكبات “أبولو”
ينتمي “2025 PN7” أيضا إلى فئة كويكبات “أبولو”، وهي مجموعة أكبر من الكويكبات القريبة من الأرض. ويكمن الفارق الأساسي بين المجموعتين في أن كويكبات أرجونا تتحرك في مدارات تشبه الأرض دون أن تدور حولها، بينما قد تدور كويكبات أبولو حول الأرض.
عمر شبه القمر الصناعي
تشير بيانات الباحثين إلى أن “2025 PN7” لن يبقى شبه قمر صناعي للأرض لفترة طويلة، حيث يتوقع أن يحتفظ بهذا الوضع لمدة تقارب 128 عامًا فقط.
وبعد ذلك ستتغير عناصر مداره تدريجيا ليخرج من حالة الرنين مع الأرض ويتبع مسارا أقرب إلى مدارات “طروادة” أو “حدوة الحصان”.