مصراوي

في إنجاز علمي غير مسبوق، نشرته مجلة “Popular Mechanics”، تمكن فريق بحثي من إظهار تأثير سرعة الضوء بشكل مرئي، عبر دمج تقنيات التصوير فائق السرعة بالليزر، ما كشف عن ظاهرة فيزيائية معقدة ظلت نظرية لعقود طويلة.

الباحثون من مركز فيينا لعلوم وتكنولوجيا الكم (TU Wien) وجامعة فيينا نجحوا في رصد ما يعرف بتأثير تيريل-بنروز أو “الدوران النسبي”.

وأشار هذا المفهوم، الذي طرح لأول مرة عام 1924 من قِبل الفيزيائي أنطون لامبا وطوّره لاحقا روجر بنروز ونيلسون تيريل، إلى أن الأجسام المتحركة بسرعة الضوء لا تظهر منكمشة كما كان متوقعا، بل تبدو وكأنها ملتفة أو مدارة جزئيا.

تقنية تحاكي خاصية “البانوراما”

لإظهار هذه الظاهرة، استخدم الفريق البحثي تقنية مبتكرة تقوم على تقسيم الجسم إلى “شرائح ضوئية دقيقة” بواسطة نبضات ليزر، ثم إعادة تجميعها في صورة مركبة، في عملية شبيهة بخاصية “البانوراما” في الهواتف الذكية.

وسمحت هذه الطريقة بتقليص سرعة الضوء نظريا إلى نحو مترين في الثانية، مما أتاح تصوير الانعكاسات الضوئية كما لو كانت حركة بطيئة.

وأوضح البروفيسور بيتر شاتشنايدر من جامعة فيينا في بيان رسمي: “إذا أردت التقاط صورة لصاروخ يمر بسرعة الضوء، فعليك أن تدرك أن الضوء الصادر من كل نقطة منه يستغرق وقتا مختلفا للوصول إلى الكاميرا، وهو ما يجعله يبدو وكأنه قد استدار.”

وأظهرت الصور الملتقطة أن المكعب بدا ملتويا، بينما احتفظت الكرة بشكلها الكروي لكن مع تغير موقع قطبها الشمالي، إذ أن النتائج جاءت مطابقة للتوقعات النظرية تماما ووفقا للباحثين.

يرى الفريق البحثي أن هذه التجربة قد تكون بداية لاستخدام نفس النهج لدراسة ظواهر أخرى ضمن إطار النسبية الخاصة، مما يفتح الباب لفهم أعمق لحركة الأجسام فائقة السرعة وكيفية ظهورها عند الاقتراب من حدود سرعة الضوء.ش

شاركها.