كتب – محمود عبده:
07:00 ص
08/10/2025
في كشف طبي مقلق، أظهرت بيانات رسمية حديثة أن زواج الأقارب المقربين يشكل خطرا أكبر على حياة الرضع من تعاطي المخدرات خلال الحمل، مما يعيد الجدل حول التأثيرات الوراثية لهذا النوع من الزواج في بعض المجتمعات، وفقا لما ذكره موقع eremnews.
وفيات الرضع
وبحسب قاعدة بيانات وفيات الأطفال الوطنية “NCMD” في المملكة المتحدة، فقد تم تسجيل 72 حالة وفاة أو اعتلال صحي لرضع تقل أعمارهم عن عام واحد خلال عام 2023/2024 نتيجة ارتباطهم بزواج أقارب من الدرجة الأولى.
في المقابل، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات أثناء الحمل 27 حالة فقط.
ورغم أن زواج الأقارب لا يزال قانونيا في بريطانيا، إلا أن هذه الأرقام تثير قلقا واسعا لدى الجهات الصحية، خصوصا أن الزواج من أبناء العمومة شائع في بعض الجاليات، مثل مجتمعات جنوب آسيا.
لا يقتصر على الرضع
وتشير البيانات، التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل”، إلى أن التأثيرات لا تتوقف عند مرحلة الطفولة المبكرة، إذ تم تسجيل 55 حالة وفاة إضافية لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و17 عاما، وجد أنهم أبناء زواج أقارب.
وترتبط هذه الحالات بأمراض وراثية معروفة مثل التليف الكيسي، وبعض التشوهات والاضطرابات الخلقية الناتجة عن ضعف التنوع الجيني في الأبناء.
تضارب في التوجيهات الصحية
البيانات الجديدة تأتي بعد أسابيع من انتقادات وجهت لهيئة الخدمات الصحية الوطنية “NHS” في بريطانيا، بسبب إصدارها إرشادات صحية تحدثت عن فوائد “اجتماعية واقتصادية” محتملة لزواج الأقارب، من بينها “تعزيز شبكات الدعم العائلي”.
لكن برنامج تعليم الجينوم التابع لـNHS حذر من أن زواج أبناء العمومة يزيد احتمالية ولادة أطفال بحالات وراثية أو عيوب خلقية.
ومع ذلك، أكد أن هذه الزيادة تظل نسبية ومحدودة، مشيرا إلى أن معظم أطفال أبناء العمومة يولدون بصحة جيدة.
كما أشار إلى وجود عوامل أخرى تسهم في خطر ولادة طفل مصاب بعيوب خلقية، مثل:
-تقدم سن الأبوين
-التدخين
-تعاطي الكحول
-تقنيات الإخصاب الصناعي
بين التوعية واحترام الخصوصية الثقافية
التوجيهات الصحية شددت على ضرورة عدم وصم المجتمعات التي تمارس زواج الأقارب، داعية بدلا من ذلك إلى تعزيز الاستشارات الوراثية، التوعية المجتمعية، وحملات الصحة العامة لتقليل المخاطر المحتملة.
ورغم أن الجدل لا يزال قائما بين ما هو ثقافي وعلمي في هذه المسألة، فإن البيانات الأخيرة تقدم دافعا قويا لإعادة تقييم الممارسات المجتمعية على ضوء المعطيات الصحية والوراثية الحديثة.