كتب – محمود عبده:
08:30 ص
08/10/2025
في زمن تتزايد فيه المخاوف من أمراض الشيخوخة وفقدان القدرات العقلية، تأتي نتائج دراسة علمية حديثة لتؤكد أن السر لا يكمن فقط في الجينات أو الأدوية، بل ربما في شيء بسيط وعميق: أن يكون لحياتك هدف.
وفقا لموقع “ساينس أليرت”، كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا ديفيس، أن الأشخاص الذين يمتلكون شعورًا واضحًا بالغاية والمعنى في حياتهم، أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28%، مقارنة بغيرهم ممن يفتقرون لهذا الإحساس.
دراسة طويلة المدى على آلاف المشاركين
اعتمدت الدراسة، على تحليل بيانات 13,765 شخصًا تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، تمّت متابعتهم على مدار 14 عامًا (من 2006 إلى 2020).
وخضع المشاركون لتقييمات نفسية وإدراكية دورية، تضمنت مدى شعورهم بوجود هدف في حياتهم، إلى جانب اختبارات تتعلق بصحة الدماغ ووظائفه.
ووفقًا للباحثة النفسية عليزا وينغو، فإن النتائج تشير إلى أن وجود هدف واضح في الحياة يعزز مرونة الدماغ، حتى لدى من يحملون عوامل جينية معروفة بارتباطها بمرض ألزهايمر مثل جين APOE4.
وأضافت: “وجود هدف في الحياة لا يحمي الدماغ فحسب، بل يبدو أنه يؤخّر ظهور أعراض الخرف، حتى بين المعرضين جينيًا له”.
ماذا يعني أن يكون لحياتك هدف؟
الدراسة لم تحدد بالضبط نوعية الأهداف التي تعزز صحة الدماغ، لكنها أشارت إلى أن العلاقات الاجتماعية، والعمل، والإيمان، ومساعدة الآخرين، وتحقيق الإنجازات الشخصية، جميعها تُعتبر مصادر محتملة للمعنى.
ويقول الباحث في الصحة العامة نيكولاس هوارد:”بينما تؤخر بعض الأدوية أعراض الزهايمر لفترة محدودة وبكلفة مرتفعة، فإن الهدف في الحياة مجاني، ويمكن تنميته من خلال بناء علاقات قوية وممارسة أنشطة هادفة”.
العلم يدعم الفكرة
تتفق هذه الدراسة مع نتائج سابقة ربطت بين الشعور بالغاية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف، لكنها تتميز بفترة متابعة طويلة نسبيًا، مما يمنح نتائجها قوة وموثوقية أعلى.
ويؤكد توماس وينغو، أخصائي علم الأعصاب الإدراكي:”اللافت في هذه النتائج أن الإنسان قادر على التأثير في صحته النفسية والعقلية، ليس فقط من خلال ما يأكله أو يمارسه، بل بما يشعر به ويؤمن به”.
وأضاف: “ليس هناك وقت مثالي للبدء في البحث عن المعنى.. فالأمر لا يتطلب أكثر من خطوة صادقة نحو ما يمنحك شعورًا بالاتجاه والغاية”.