أعلن علماء الفلك عن اكتشاف نجم عملاق أحمر هو الأكثر نقاء من الناحية الكيميائية على الإطلاق، إذ يحتوي على أدنى تركيز للعناصر الثقيلة “المعدنية” شوهد في أي نجم مرصود، إذ يرجح أن هذا النجم هو سليل مباشر لأحد أوائل النجوم التي ولدت في الكون.
وقد تحدت هذه الشمس الغريبة، التي تُدعى “SDSS J0715-733” ، قاعدة أساسية في تكوين النجوم، فكمية “معادنها” منخفضة لدرجة تخالف ما يعرف بـ “عتبة تبريد البنية الدقيقة” اللازمة لتشكل النجوم نظريا.
النجم المكتشف حديثا، وهو عملاق أحمر أضخم من الشمس بنحو 30 مرة، يتميز بنقاء يكاد يكون ضعف نقاء النجم صاحب أدنى معدنية سابقة، ويحمل الآن الرقم القياسي لأقل نسبة معدنية على الإطلاق.
ويعتبر النجم ذا أهمية قصوى لأنه يُشبه في تكوينه النجوم الأولى التي تشكّلت بعد الانفجار العظيم مباشرةً، والتي لم يتمكن العلماء من رصدها بشكل مباشر.
وتشير التقديرات إلى أن النجم يبعد حوالي 85,000 سنة ضوئية عن الأرض، ويقع على حافة مجرة درب التبانة.
ما يجعل النجم J0715-7334 فريدا هو انخفاض تركيز عنصر الكربون فيه بشكل خاص، فمعظم النجوم الأخرى الفقيرة بالحديد (العنصر الأكثر وفرة بين المعادن في النجوم) كانت تحتوي على مستويات عالية نسبيا من الكربون، مما كان يرفع من معدنيتها الكلية.
ويشير هذا الانخفاض الشديد في جميع العناصر الثقيلة إلى أن J0715-7334 هو سليل مباشر لنجم من “الجيل الأول”، الذي تشكّل من سُحب الهيدروجين البدائية.
ويعتقد فريق البحث، الذي نشر دراسته في سبتمبر على خادم “arXiv”، أن النجوم ذات المعدنية المنخفضة جداً لا تزال قادرة على التشكل على عكس ما توحي به النظريات، وذلك بفضل وجود الغبار الكوني، وهو شظايا من النجوم والكواكب الميتة، التي يُمكن أن توفر تبريدا إضافيا لسحب الغاز، مما يسمح ببدء تكوّن النجوم.
وقد رصد النجم باستخدام بيانات جمعها تلسكوب “غايا” الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، من خلال برنامج “MINESweeper” المتخصص في البحث عن النجوم النادرة.