كتب- محمود الهواري:
09:24 م
21/10/2025
حقق باحثون إنجازا طبيا غير مسبوق بعد نجاحهم في زراعة شريحة إلكترونية دقيقة داخل عيون أشخاص يعانون من فقدان البصر الناتج عن الضمور البقعي غير القابل للعلاج، وهو ما أتاح لهم استعادة الرؤية المركزية جزئيا.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة “The New England Journal of Medicine”، فقد أثبت النظام المبتكر المعروف باسم (PRIMA) فعاليته في إعادة البصر لـ 26 مريضا من أصل 32 شاركوا في التجارب، التي أُجريت في 17 مستشفى أوروبيا على مدى عام كامل، حيث تمكن العديد منهم من قراءة كلمات وجمل مجددا بعد سنوات من فقدان البصر.
وقال البروفيسور خوسيه ألان ساهيل، من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ وأحد المشاركين في الدراسة: “إنها المرة الأولى التي ينجح فيها أي علاج تجريبي في تحقيق استعادة وظيفية للرؤية لدى هذا العدد الكبير من المرضى”.
يعتمد النظام على زراعة شريحة سيليكون صغيرة جدا خلف شبكية العين بسمك أقل من شعرة الإنسان وتضم 378 بكسلا ضوئيا.
وتعمل الشريحة بالتكامل مع نظارة ذكية متصلة بمعالج جيب يقوم بالتقاط الصور وتحويلها إلى إشارات ضوئية غير مرئية ترسل إلى الشريحة، التي بدورها تحولها إلى نبضات كهربائية تصل إلى الدماغ، لتعيد تنشيط مراكز الإبصار.
ويعد المشروع ثمرة تعاون بين فريق دولي يقوده دانييل بالانكر من جامعة ستانفورد وفرانك هولز من جامعة بون في ألمانيا.
وأظهرت النتائج أن أكثر من 80% من المرضى المشاركين استعادوا جزءا من الرؤية الوظيفية، دون أن تتأثر الرؤية الجانبية لديهم.
وأوضحت إحدى المشاركات، وتدعى شيلا إيرفين، التي خضعت للتجربة في مستشفى مورفيلدز البريطاني، قائلة: “قبل الزرع كان كل ما أراه بقعتين سوداويين في المنتصف، لكن بعد العملية بدأت أتعرف على الحروف وأقرأ من جديد، كانت لحظة لا تنسى”.
ورغم أن بعض المرضى تعرضوا لآثار جانبية طفيفة بعد الجراحة، فإن معظمها زال سريعا دون تأثير دائم، إذ يعمل الباحثون حاليا على تطوير نسخة جديدة من الشريحة بدرجات رمادية ودقة أعلى، لتمكين المرضى من التعرف على الوجوه وتوسيع قدراتهم البصرية بشكل أكبر.