كتب : محمد عبد الهادي



01:03 م


26/10/2025


لم يكن “الكلاسيكو” بين ريال مدريد وبرشلونة يومًا مجرد مواجهة في كرة القدم، بل هو صراع تاريخي ممتد تتشابك فيه السياسة بالرياضة والتاريخ.

قبل ساعات قليلة من انطلاق الصدام الكروي المرتقب مساء اليوم الأحد، بين ريال مدريد وبرشلونة، نعود في رحلة عبر الزمن لأصل المنافسة التي تحولت من سياسية لكروية.

حتى عام 1917، كانت كتالونيا التي تحتضن مدينة برشلونة منطقة شبه مستقلة، تمتلك لغتها وثقافتها وهويتها الخاصة، قبل أن يضمها الملك فيليب الخامس إلى الدولة الإسبانية الموحدة.

ومنذ تلك اللحظة، بدأ الإقليم في البحث عن وسيلة للحفاظ على هويته، فكان نادي برشلونة هو المعبر الأقوى عنها.

وفي عام 1936، جاءت الحرب الأهلية الإسبانية لتُشعل جذوة الصراع أكثر، بعد انقلاب الجنرال فرانسيسكو فرانكو على الجمهورية الثانية، ودخوله في حرب ضد الجمهوريين الذين كان يُنظر إليهم كصوت كتالونيا السياسي.
خلال تلك الفترة، اعتُقل رئيس برشلونة، جوسيب سونال، وأُعدم دون محاكمة بسبب دعواته للاستقلال، لتصبح الواقعة رمزًا لمعاناة الإقليم تحت الحكم المركزي.

انتصار فرانكو غيّر كل شيء، إذ منع استخدام اللغة الكتالونية في الوثائق الرسمية للنادي، وحرّم رفع علم الإقليم في الملاعب، بينما أصبح ريال مدريد الفريق المقرب من السلطة، يُنظر إليه باعتباره “نادي الدولة”، في مقابل شعار برشلونة الخالد: “أكثر من مجرد نادٍ”.

وخلال هذه السنوات كانت كل مواجهة بين الفريقين تحمل أبعادًا تتجاوز النتيجة، فوز ريال مدريد كان يُرى كـ”انتصار للسلطة” فهو النادي الأقرب للدولة، بينما كان انتصار برشلونة يُعد “انتصارًا للهوية والمعارضة”.
حتى مع تراجع حدة الصراع السياسي، لم تفقد المواجهة رمزيتها، وبات الكلاسيكو تجسيدًا حيًا لتاريخ طويل من التناقضات بين المركز والهوية، وبين الدولة والإقليم.

اقرأ أيضًا:
موعد مباراة ريال مدريد وبرشلونة

الريال ضد برشلونة.. ماذا يحدث عندما يقام الكلاسيكو يوم الأحد؟

شاركها.