كتب : محمود الهواري



02:14 م


27/10/2025


في مشهد كوني مدهش، أعلن فريق من علماء الفلك في جامعة هاواي أن الشمس تشهد نوعا فريدا من المطر، لكنه ليس ماء، بل بلازما فائقة السخونة تهطل من هالتها الخارجية نحو سطحها، كاشفة عن أسرار جديدة في فيزياء الشمس والمجالات المغناطيسية.

ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة الفيزياء الفلكية، أوضح الباحثون في معهد علم الفلك (IfA) أن هذا “المطر الإكليلي” يتكون من تدفقات سريعة التغير لعناصر مثل الحديد والمغنيسيوم والسيليكون، ما يؤدي إلى تكاثف البلازما وتكوّن أقواس شمسية ضخمة قد يبلغ ارتفاعها خمسة أضعاف حجم الأرض.

يقول لوك بينافيتز، أحد المشاركين في الدراسة: “كانت النماذج السابقة تفترض أن توزيع العناصر في هالة الشمس ثابت، لكننا وجدنا أن هذا غير صحيح تمامًا.

وأضاف “عندما سمحنا بتغير تركيز العناصر مع الزمن، بدأت الأمطار الإكليلية بالظهور خلال دقائق بدلًا من ساعات أو أيام، كما كنا نعتقد سابقا.”

ويرى العلماء أن الاختلاف في وفرة العناصر داخل الهالة يؤثر في فقدان الطاقة الإشعاعية، مما يؤدي إلى تبريد مفاجئ وتكاثف البلازما على شكل “أمطار” تهطل على سطح الشمس.

ويعتقد الفريق أن هذا الاكتشاف يفتح الباب لإعادة النظر في فهمنا لآلية التسخين التاجي أحد أكثر الألغاز غموضا في علم الفلك الشمسي.

ويضيف جيفري ريب، المؤلف المشارك في البحث: “هذا الاكتشاف يقرّبنا خطوة نحو فهم كيف تعمل الشمس حقًا. قد نحتاج لإعادة رسم الصورة الكاملة للتسخين التاجي، فهناك الكثير من العمل المثير بانتظارنا”.

شاركها.