كتب : يوسف محمد سعيد
07:10 م
04/11/2025
كتب – يوسف محمد:
في الوقت الذي كان منتخب مصر للشباب تحت 20 عاما، يترنح في بطولة كأس العالم للشباب بتشيلي ويودع البطولة من دور المجموعات، مكتفيا بحصد ثلاث نقاط فقط خلال 3 مباريات، كان هناك مدرب مصري متخصص في قطاع الناشئين بأحد الفرق الهولندية وهو حسام مهدي.
ومهدي ابن الـ 34 ربيعا، على الرغم من صغر سنه، إلا أن هذا الأمر لم يقف عائق أمام طموحاته الكبيرة في كرة القدم، حيث بدأ تجربته الاحترافية في عام التدريب في سن صغير بهولندا التي تعد أحد المدارس الكروية الهامة في كرة القدم، وهو ما ساعده إلى أن أصبح متخصصا في تدريب فرق الشباب والناشئين في الوقت الحالي.
والخبرات الكبيرة التي اكتسبها مهدي، في تدريب فرق الشباب والناشئين بأندية هولندية مختلفة، جعلته مصدر ثقة كبيرة لمسؤولي فريق جو أهيد إيجلز الهولندي، الذين اتخذوا قرار بتعيين المدرب المصري، مديرا للتطوير والعلاقات الدولية بالنادي.
وكان موقع مصراوي حريصا على التواصل مع حسام مهدي، للحديث معه عن رحلته التدريبية في هولندا والفارق بين الكرة المصرية والهولندية، بالإضافة إلى الحديث عن طرق العمل لتطوير قطاعات الناشئين في مصر.
وجاء نص الحوار كالتالي:
كيف كانت بدايتك في كرة القدم؟
بدايتي في كرة القدم، بدأت منذ أن كان عمري 12 عاما فقط، من بوابة نادي المقاولون العرب، الذي يعد واحدا من أبرز الأندية المصرية في صناعة اللاعبين وإخراج الناشئين، كان عندي شغف مش طبيعي بالكرة منذ اليوم الأول، علشان كده كنت بسافر يوميًا 10 ساعات علشان أحضر التدريب، ذهابي للتمرين لم يكن للعب فقط، بل للتعلم أيضًا.
وأضاف: “بعد فترة قضيتها في المقاولون العرب، ذهبت إلى نادي الإنتاج الحربي، ثم إلى الفريق الأول بنادي الشمس، لكن الإصابة لحقت بي في سن مبكر وأنا 23 سنة، وكانت بالنسبالي صدمة خاصة وأنها تسبب في اعتزالي كرة القدم في سن صغير”.
ما هى المرحلة الأهم في بداية مشوارك التدريبي؟
“عقب اعتزالي كرة القدم في سن صغير، لم أستسلم، قررت أكمل في الحاجة اللي بحبها ومتعلق بيها ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة، حيث أصبحت أنا المدرب الذي يمنح اللاعبين التعليمات، بدأت التدريب في نادي نجوم المستقبل، ثم عملت في أكاديمية أتلتيكو مدريد في مصر”.
وعن تجربته في أكاديمية أتليتكو مدريد في مصر، يقول مهدي: “هذه كانت نقلة كبيرة في طريقة تفكيري، حيث تعلمت بها الكثير من الأمور التنظيمية، عرفت يعني إيه تنظيم، يعني إيه فلسفة تدريب، وإزاي كل دقيقة في التمرين يكون ليها هدف، ومن اللحظة دي بدأت أشوف نفسي مش مجرد مدرب بيحط تمرين، لكن شخص يبني لاعب”.
كيف تعاملت مع الطبيعة المختلفة في هولندا بعد السفر؟
يحكي مهدي تفاصيل خطوة سفره إلى هولندا للعمل بها، فيقول: “حينما سافرت إلى هولندا، كنت أعلم أن إن البداية لن تكن سهلة، خاصة وأنني أتواجد في بلد تعد من أهم البلاد في كرة القدم وفي عالم التدريب، لذا كنت حريص على ثقل موهبتي بالعلم، كنت أعمل في مجال التدريب وفي الوقت نفسه أدرس التدريب وأحاول تعلم اللغة الهولندية”.
وسط الظروف الصعبة التي تعرض لها مهدي في البداية لم يتخلى عن حلمه، حيث يتحدث عن تفاصيل فترته الأولى بهولندا: “الظروف كانت صعبة جدًا، مطر طول السنة، برد، غربة، لغة جديدة، وثقافة مختلفة تمامًا، لكنني كنت شايف هدفي بوضوح، وهو إثبات نفسي وأكمل مش بالصدفة ولا الحظ، لكن بالكفاءة ومكانش عندي أي حل أو طريق سوى النجاح”.
ما هو مشوارك التدريبي في هولندا؟
وتحدث حسام مهدي عن مشواره التدريبي في هولندا، قائلا: بدأت في نادي U11 DWS، وكنت بشتغل على كل التفاصيل الفنية بنفسي: التخطيط، التدريب، تطوير اللاعبين، ثم انتقلت إلى نادي سويفت (Swift)، وهناك قدمت موسم استثنائي مع فريق تحت 14 سنة، ده فتحلي الباب للعمل في نادي Buitenveldert، واشتغلت هناك مدربًا لفريق تحت 17 سنة لمدة موسمين، ثم تحت 15 سنة موسم واحد”.
وتابع: “بعد نجاح التجربة مع فريق Buitenveldert، رجعت لنادي سويفت من جديد، لكن المرة دي كمدير تطوير في قطاع الناشئين ومسؤول عن كل الفِرَق، عن الفلسفة التدريبية وعن إعداد المدربين بفرق الناشئين المختلفة في النادي”.
وفي الوقت الذي كان اسم مهدي يسطع في سماء الكرة الهولندية، كواحد من أبرز المدربين في قطاعات الناشئين بالفرق الهولندية، لكنه لم يكتفي بهذا الأمر، وحرص على ثقل مهاراته التدريبية باستمرار والتطلع على كل ما هو جديد، إذا يقول: ” في الوقت الذي كنت أعمل به كمدير تطوير لقطاع الناشئين، كنت مستمر في الدراسة والحصول على الدورات التدريبية، فأنا مؤمن إن المدرب الذي يكف عن التعلم، يكون بيخرج من اللعبة”.
ويكشف مهدي عن آخر تجاربه في هولندا، قائلا: “بعد الرحيل عن منصبي في نادي سويفت، انتقلت للعمل كمدير التطوير والعلاقات الدولية في نادي Go Ahead Eagles بالدوري الهولندي، وهذا المنصب فتح لي باب جديد في فهم الإدارة الفنية الحديثة على المستوى الاحترافي”.
وواصل: “دوري لم يقتصر على العمل الإداري داخل النادي فقط، حيث أنني في الوقت الحالي، أعمل في مجال تطوير اللاعبين والمدربين بشكل كامل داخل النادي، الجانب الفني والفكري معًا، وده المجال اللي بشوف نفسي فيه بوضوح”.
هل تلقيت عروضا للعمل في مصر أو المنطقة العربية من قبل؟
“تلقيت أكثر من عرض خلال السنوات الماضية، من أكثر من فريق داخل مصر وكذلك من فرق عربية ولكنني أعتقد أن هذا الأمر غير مناسب في الوقت الحالي”
ما هو الفارق بين العمل داخل مصر وفي هولندا؟
“هناك فارق شاسع جدًا، بين الكرة والعمل في مصر وفي هولندا، في مصر المدرب مظلوم، لأنه بيجتهد بقدراته الشخصية فقط، لأنه مافيش نظام قوي بيطوره أو يستثمر فيه، فهو يحاول يخلق شئ من لاشئ، لكن أوروبا، المدرب جزء من منظومة علمية، فيها متابعة، تقييم، تطوير مستمر، ودعم حقيقي وهنا يظهر الفرق بين “مدرب بيحاول يشتغل”، و”مدرب بيتبني علميًا”.
أما بالحديث عن اللاعبين الشباب في مصر، قال: “مصر مليئة بالمواهب حقيقية، لكن للأسف مفيش آليات واضحة لاكتشاف المواهب دي، بعد ما أغلب الأندية قلبت منظومتها لمرحلة إن اللاعب هو اللي لازم يدفع، بعض الأندية تطلب من اللاعب دفع أموال علشان يتدرب أو ينضم، وده شيء خطير جدًا لأنه بيقتل المواهب اللي ماعندهاش قدرة مادية”.
وأكمل:المواهب اللي كانت بتطلع من القرى والنجوع، التي صنعت تاريخ الكرة المصرية النهاردة تقف عند أول باب نادي وده كافي إنه يهدم منظومة كاملة، محتاجين نرجع نقيم الأمور ونرجعها لنطقها الطبيعي، لأن كرة القدم صناعة، ولازم نستثمر فيها علشان نجني ثمارها”.
وأردف: “هنا في هولندا، كل 5 كيلومتر يوجد نادي كرة قدم، وده جعل عدد اللاعبين المسجلين ضخم جدًا، وخلق منافسة وتنوع في المستويات من القاعدة للقمة، كمان الاتحاد الهولندي بيقوم بدوره في إنشاء إدارات مختلفة متخصصة، مثل إدارة للتطوير، إدارة للمسابقات، وإدارة لتأهيل المدربين، وده اللي حافظ على جودة المنظومة كلها، وده أنا شفت الاتحاد المغربي بيطبقه، مع المدربين اللي كانوا بييجوا هولندا لعمل دورات تدريبية لمدربيها هنا، علشان كده النهارده المغرب في مكان تاني تمامًا”.
كيف رأيت مشاركة منتخب مصر في كأس العالم بتشيلي؟
“تابعت منتخب مصر في كأس العالم للشباب، من وجهة نظري المنتخب لم يكن مستعد بشكل جيد للبطولة، لم يكن هناك أي هوية واضحة للمنتخب، كان هناك بعض الأخطاء في اختيار عدد من العناصر التي شاركت مع الفريق بالبطولة، حتى طريقة اللعب لم تساعد في إيجاد أي حلول بل كانت تقليدية، ونحن بحاجة إلى بناء فكرنا الكروي بالكامل، من الناشئين للمنتخب الأول”.
هل هناك متابعة للدوري المصري في أوروبا وبشكل خاص هولندا؟
“ليس هناك أي متابعة للدوري المصري أوروبيا أو في هولندا بشكل خاص، لكن النادي الأهلي يحظى باحترام وشعبية ضخمة هنا في هولندا من جانب الجاليات العربية، خاصة في ظل التاريخ الكبير الذي يتمتع به النادي، والبطولات التي تملأ خزائنه والمستوى التنظيمي الذي يتمتع به النادي أيضًا”.
من هو قدوتك في التدريب وانتمائك الكروي في مصر؟
قدوتي في عالم التدريب، هو أسطورة هولندا الراحل يوهان كرويف، ومن ناحية انتمائي الكروي، أنا بحب كرة القدم الحقيقية، الكرة اللي فيها فكر وتنظيم وشغف، والانتماء بالنسبالي مش لون تي شيرت، بينما الانتماء هو للكرة نفسها”.
أقرأ أيضًا:
الأهلي يعلن عودة إمام عاشور
فريق شيكابالا يتأهل إلى دور الـ32 من كأس مصر
