في تطور جديد يعكس تصاعد الخلافات بين عمالقة الإعلام والتكنولوجيا، أعلنت شركتا ديزني وجوجل، في بيانين منفصلين الخميس الماضي، أن قنوات ديزني لم تعد متاحة على منصة يوتيوب تي.في التابعة لجوجل، بعد فشل المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاقية ترخيص جديدة.

وجاء القرار المفاجئ قبل ساعات من انتهاء العقد بين الطرفين، ما أدى إلى توقف عدد من أشهر قنوات ديزني عن البث على المنصة، في خطوة أثارت غضب المشتركين ومخاوف من تصاعد الخلاف إلى مستويات أوسع.

قنوات كبرى خارج الخدمة

وفقا للبيانات الصادرة، شمل الإيقاف مجموعة من أبرز شبكات ديزني، من بينها: ESPN، وABC، وFX، وNational Geographic، وNational Geographic Wild، وDisney Channel، وABC News Live.

وأكد مصدر لوكالة “رويترز”، أن عملية الحجب تمت قبل دقائق من انتهاء العقد رسميا، ما يشير إلى تعثر المفاوضات حتى اللحظات الأخيرة دون التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين.

وأصدرت منصة يوتيوب تي.في بيانا عبر حسابها الرسمي على منصة X (تويتر سابقًا) قبل انتهاء العقد عند منتصف الليل، أكدت فيه أن المفاوضات مع ديزني ما زالت جارية في محاولة للتوصل إلى اتفاق جديد.

وأوضح البيان أن المنصة تواجه منذ مطلع العام سلسلة من المفاوضات المعقدة مع شركات إعلامية كبرى تهدد بسحب قنواتها من الخدمة، في ظل تغيرات مستمرة في سوق البث التلفزيوني عبر الإنترنت داخل الولايات المتحدة.

في المقابل، قالت شركة ديزني في بيان رسمي إنها ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى حل سريع يعيد قنواتها إلى المشتركين، لكنها وجهت اتهامات مباشرة إلى جوجل، معتبرة أن الأخيرة “تستغل هيمنتها السوقية للقضاء على المنافسة”.

وأضاف المتحدث باسم ديزني أن الشركة “تفاوضت بنجاح مع جميع الموزعين الآخرين على شروط عادلة، إلا أن جوجل تحاول فرض بنود لا تتماشى مع ما تم الاتفاق عليه سابقًا”، في إشارة إلى أن الخلاف يدور حول تفاصيل مالية وشروط توزيع المحتوى.

يوتيوب تي.في تعوض مشتركيها

من جانبها، أعلنت يوتيوب تي.في عن منح رصيد بقيمة 20 دولارا لكل مشترك في حال استمرار غياب قنوات ديزني عن المنصة لفترة طويلة، في محاولة لتهدئة المستخدمين الغاضبين من انقطاع القنوات الشهيرة.

ولم يحدد أي من الطرفين موعدا محددا لاستئناف المفاوضات أو عودة البث، في حين يترقب ملايين المشتركين ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات، خصوصا أن هذه الأزمة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع البث الرقمي منافسة شرسة بين المنصات العالمية على جذب المشاهدين والمعلنين.

شاركها.