أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الحلفان كذبا للصلح بين الناس، حيث أكد الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى، أن الله سبحانه وتعالى نهى عن اتخاذ اسمه وسيلة للأيمان الباطلة بقوله تعالى: «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ»، مشيرًا إلى أنه ينبغي لمَن يسعى للصلح أن يفعل ذلك دون حلف، كما نصح في فيديو نشرته دار الإفتاء على «يوتيوب».
وفي سؤالٍ آخر حول جواز الكذب لجبر خاطر شخص أو إخفاء صدقة، رد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى، موضحًا أن النبي نفى أن يكون المؤمن كذابًا، وأن الكذب من أبشع الذنوب شأنه شأن ترك الصلاة، وأن كلاهما من الكبائر.
وأشار إلى قاعدة شرعية مفادها أن بعض المعاني الكلية يشترك فيها أكثر من ذنب، فلا تفاضل بين الكذب وترك الصلاة من حيث البشاعة.
وفي سياق متصل، أكد عبد السميع أن الكذب لا يجوز إلا للضرورة، ومنها الإصلاح بين المتخاصمين أو جبر خاطر الأم أو التعامل بين الأزواج، مشيرًا إلى أن «المعاريض مندوحة عن الكذب» وأن الفطنة والذكاء كافية لتحقيق المطلوب دون الوقوع في الحرام، مقترحًا قول عبارة: «والله أقول الحق» ثم التعبير بما يرضي الطرف الآخر دون إفصاح كامل يسبب ضررًا أو غضبًا.
أما عن الكذب بغرض إخفاء الصدقة، فقد أكد جمهور العلماء ، أنه لا يجوز الكذب لإخفاء الصدقة، موضحًا أن الشريعة لم تُبح الكذب إلا في ثلاث حالات محددة: إنقاذ نفس بريئة من القتل، أو تضليل العدو، أو الحفاظ على الحياة الزوجية.
وأوضح العلماء أنه لا يجوز الكذب وحسبت عليك، لانه أنه ليس بالضروري أن تكون الصدقة بمبلغ كبير، المهم أن تكون خالصة لوجه الله تعالى ولو كانت بشق تمرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تتوب وتستغفر الله على هذا الذنب وستقبل صدقتك إن شاء الله.
