كتب- مصراوي
كشف علماء الفلك عن كوكب مارق يعرف باسم Cha 1107-7626، يتميز بسرعة نمو استثنائية، حيث يلتهم الغاز والغبار بمعدل يصل إلى 6.6 مليار طن في الثانية، بحسب الملاحظات التي أجريت باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي والتلسكوب العملاق التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.
ويتميز هذا الكوكب بأنه أسرع كوكب عائم حر نموا تم اكتشافه حتى الآن، إذ يطفو في الفضاء دون أن يدور حول نجم، ويظهر سلوكا مشابها لكيفية تكوّن النجوم.
وقال فيكتور ألمندروس آباد، مؤلف الدراسة من مرصد باليرمو الفلكي في إيطاليا، لموقع Live Science: “هدفنا هو فهم ما إذا كانت هذه الأجسام كواكب سابقة طردت من أنظمتها، أم تشكلت معزولة عن الانهيار الجاذبي للسحب الجزيئية، مثل النجوم”.
وأشار الفريق إلى حدوث ما وصفه بـ “انفجار تراكم”، حين يسحب الكوكب فجأة كمية كبيرة من المادة من قرصه المحيط بالغبار والغاز.
وأظهرت الدراسة أن معدل التراكم ليس ثابتا، إذ شهد الكوكب في أغسطس 2025 تراكما أسرع بثماني مرات مقارنة بالشهور السابقة.
أوضح ألكسندر شولز، المؤلف المشارك من جامعة سانت أندروز، أن انفجارات التراكم معروفة منذ أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، وتلعب دورا مهما في تكوين النجوم وتهيئة البيئة التي تتشكل فيها الأنظمة الكوكبية.
وأضاف: “رصد حدث مماثل في جسم كتلته كوكبية قد يشير إلى وجود آلية كونية موحدة وراء هذه الانفجارات، وهو ما يمنح اكتشافنا أهمية أكبر”.
على الرغم من اكتشاف العديد من الكواكب المارقة سابقا، إلا أنها تبقى صعبة الرصد لأنها تتوهج في الأشعة تحت الحمراء، ما يجعل التلسكوبات الكبيرة مثل JWST وVLT ضرورية للكشف عنها.
وقد اكتشف جيمس ويب أكثر من 500 كوكب مارق في منطقة سديم الجبار، ما يعزز فرص العلماء في دراسة كيفية تكون هذه العوالم، وما إذا كانت تتشكل مثل النجوم أم الكواكب التقليدية.
أوضح ألمندروس آباد أن الباحثين سيحاولون معرفة مدى شيوع هذه الأحداث بين الكواكب المارقة، لتحديد أهميتها في تطور هذه العوالم وقياس مدى تأثيرها على الفهم الكوني لكيفية تشكل النجوم والكواكب.
