كشف باحثون عن مستعمرة ضخمة من العناكب داخل كهف كبريتي يقع على الحدود بين اليونان وألبانيا، تعتبر على الأرجح الأكبر على مستوى العالم.
وتضم المستعمرة أكثر من 111 ألف عنكبوت، وتشكل شبكة معقدة تمتد على مساحة 106 أمتار مربعة (1140 قدما مربعا)، وفق دراسة نُشرت أواخر أكتوبر في مجلة علم الأحياء الجوفي.
وتتكون الشبكة من آلاف الشبكات الفردية ذات الشكل القمعي، وهي موجودة في منطقة مظلمة دائما من الكهف بالقرب من مدخله.
وأكد المؤلف الرئيسي للدراسة، إستفان أوراك، الأستاذ المشارك في علم الأحياء بجامعة سابينتيا المجرية، أن هذه المستعمرة تمثل أول دليل على السلوك الاستعماري في نوعين شائعين من العناكب، وتعد حالة فريدة من نوعها على مستوى العالم.
وأجرى الباحثون تحليلات الحمض النووي التي أكدت أن المستعمرة تضم نوعين رئيسيين من العناكب: تيجيناريا دومستيكا المعروف باسم عنكبوت الغزل القمعي أو عنكبوت المنازل، وبرينيريجوني فاجانز، إذ قدر أوراك عدد عناكب T. domestica بنحو 69 ألفا، وأكثر من 42 ألف عينة من P. vagans.
وتتغذى العناكب داخل الكهف على البعوض غير العاض الذي يتغذى بدوره على الأغشية الميكروبية الغنية بالكبريت.
هذا النظام الغذائي الفريد يؤثر على ميكروبيوم العناكب، ويجعلها أقل تنوعًا مقارنة بأقاربها خارج الكهف. كما أظهرت التحليلات الوراثية أن العناكب داخل الكهف تختلف وراثيًا عن نظرائها خارج البيئة الكهفية، مما يشير إلى تكيفها مع الظروف القاسية.
تم اكتشاف الشبكة لأول مرة عام 2022 من قبل مستكشفي الكهوف التابعين للجمعية التشيكية لعلم الكهوف، ثم زار العلماء الكهف عام 2024 لجمع عينات وتحليلها.
وأكد أوراك على أهمية الحفاظ على المستعمرة، خاصةً بسبب موقع الكهف على الحدود بين دولتين، مشيرًا إلى أن الفريق يعمل على دراسة إضافية ستكشف المزيد عن هذه الظاهرة الفريدة.
قال أوراك: “نعتقد أننا نعرف الكثير عن بعض الأنواع، لكن اكتشافات كهذه تظهر أن الطبيعة دائمًا تحمل لنا مفاجآت. بعض الأنواع تُظهر مرونة جينية غير معتادة في الظروف القاسية، ما قد يؤدي إلى سلوكيات غير ملاحظة في الظروف العادية”.
