كتب – أحمد الضبع



04:00 م


09/11/2025


في تحذير غير متوقع من عادة يعتبرها الكثيرون مفيدة للصحة، كشفت دراسة علمية جديدة عن ارتباط القيلولة النهارية، خاصة في منتصف اليوم، أو بعد الظهر بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة.

الدراسة التي عرضت مؤخرا في مؤتمر SLEEP 2025، تابعت أنماط النوم لأكثر من 86 ألف شخص بالغ في منتصف العمر، لا يعملون في ورديات ليلية، ويتمتعون بصحة جيدة عند بداية البحث.

وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى النوم نهارا بانتظام، معرضون لخطر وفاة مبكرة بنسبة تصل إلى 20%، مقارنة بمن لا يمارسون هذه العادة، وفقا لموقع health.

ورغم أن القيلولة تعد لدى كثيرين وسيلة لاستعادة النشاط، يرى الباحثون أنها قد تكون مؤشرا على اضطرابات خفية في النوم أو مشكلات صحية كامنة، مثل أمراض القلب، الخرف، أو اضطرابات النوم المزمنة.

وفي تعليق على النتائج، قال البروفيسور جيمس رولي من مركز راش الطبي في شيكاغو – رغم أنه لم يشارك في الدراسة – إن هذه النتائج تبرز أهمية تضمين سؤال “هل تأخذ قيلولة؟” ضمن التقييم الروتيني لحالة النوم عند المرضى.

وأوضحت الباحثة الرئيسية، البروفيسورة تشينلو غاو من كلية الطب بجامعة هارفارد، أن القيلولة لا يجب النظر إليها بمعزل عن مدتها أو توقيتها أو انتظامها، مضيفة: “نتائجنا تظهر أن القيلولة ليست دوما آمنة، بل قد تكون مؤشرًا خفيًا على اضطرابات خطيرة، خاصة إذا كانت غير منتظمة أو طويلة”.

واعتمد الباحثون في قياس أنماط النوم على جهاز “أكتيغراف” الذي يُرتدى في المعصم، ويقيس الحركة والنوم على مدار اليوم. وتم تعريف القيلولة في الدراسة على أنها أي نوم يحدث بين التاسعة صباحًا والسابعة مساءً.

وخلال فترة متابعة استمرت 11 عاما، توفي 5,189 مشاركا، وبعد استبعاد العوامل المؤثرة مثل التدخين، الكحول، وعدد ساعات النوم الليلي، تبين أن القيلولة غير المنتظمة ارتبطت بزيادة خطر الوفاة بنسبة 14%، فيما زادت المخاطر بنسبة 7% لدى من ينامون نهارًا لفترات طويلة، خصوصًا بين الساعة 11 صباحًا والواحدة ظهرًا.

ويعتقد أن القيلولة قد تتداخل مع الساعة البيولوجية للجسم أو تؤثر على التخلص من الفضلات العصبية في الدماغ، وهو ما قد يسهم في تطور أمراض مثل الزهايمر.

وتأتي هذه النتائج بعد سلسلة أبحاث ربطت بين العوامل المرتبطة بنمط الحياة ومخاطر الإصابة بالخرف، إذ يقدر عدد المصابين بمرض الزهايمر في المملكة المتحدة بنحو 982 ألف شخص، فيما تسبب الخرف بوفاة أكثر من 74 ألف حالة في عام 2022، ليصبح بذلك السبب الرئيسي للوفاة في البلاد.

وينصح الباحثون بمتابعة نمط النوم اليومي، وطلب الاستشارة الطبية في حال الشعور المستمر بالنعاس خلال النهار، باعتباره مؤشرا قد لا يجب تجاهله.

شاركها.