لم تكن قرية إدفا التابعة لمركز سوهاج تتوقع أن يتحول أحد المنازل الهادئة إلى مسرح لغموض لم تُكشف أبعاده بعد، بعدما لقي موظف بجامعة سوهاج مصرعه داخل سرداب عميق انهار عليه بشكل مفاجئ، في حادثة تركت الأهالي يتساءلون عمّا يحدث تحت بيوتهم دون أن يعلموا.
ماذا حدث؟
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء الدكتور حسن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة سوهاج يفيد بسقوط كميات كبيرة من الأتربة داخل سرداب بأحد منازل قرية إدفا؛ مما أدى إلى احتجاز شخص بداخله.
وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية، لتبدأ واحدة من أطول عمليات الإنقاذ التي شهدتها القرية، وبحسب المعاينات الأولية، كان السرداب يمتد لعمق يتجاوز 36 مترًا، وكانت داخله نقوش وأحجار يعتقد أنها ذات طابع أثري.
الموظف، الذي دخل السرداب بدافع التوثيق والتصوير، فوجئ بانهيار كتلة ترابية ضخمة سدت الممر عليه تمامًا، لتتحول محاولة بسيطة إلى مأساة استمرت 15 يومًا من البحث تحت الأرض.
فرق الإنقاذ عملت في ظروف شديدة الخطورة، تربة هشة، ممر ضيق، وانهيارات متكررة تهدد حياة كل من يشارك في عملية الاستخراج لكن بعد جهود مضنية، تمكنت القوات من انتشال الجثمان ونقله إلى المشرحة، وسط حالة صدمة سيطرت على الأهالي.
وكانت النيابة العامة قد أمرت بتشكيل لجنة من هيئة الآثار لفحص السرداب، لتحديد طبيعته: هل هو بئر قديم؟ ممر أثري؟ أم حفرة ناتجة عن أعمال حفر غير رسمية؟ أسئلة كثيرة لم تجد طريقها للإجابة حتى الآن، بينما يعيش أهالي القرية حالة من القلق بعد ظهور سرداب بهذا العمق أسفل منزل بالقرية.
في الوقت ذاته، عبّر الأهالي عن تخوفهم من وجود سراديب أو فتحات مشابهة لم يتم رصدها من قبل، مؤكدين أن الواقعة أعادت فتح ملف الأمان في المناطق الريفية التي قد تحتوي على تاريخ مدفون تحتها دون رقابة أو متابعة.
القرية اليوم لا تتحدث إلا عن “السرداب” وعن السبب الذي دفع الضحية للنزول إليه، وعن طبيعة النقوش التي كان يصورها، وعن غموض المكان الذي تحول إلى علامة استفهام كبيرة تنتظر تقرير الآثار وتحقيقات النيابة.
