حذر الدكتور نور سلامة، عضو المركز القومي للطفولة والأمومة واستشاري تعديل السلوك، من أن مشاهد العنف داخل الأسرة أو عبر وسائل الإعلام تؤثر بشكل بالغ على الصحة النفسية للأطفال، مشددًا على أن هذه التأثيرات قد تمتد حتى مرحلة الشباب أو البلوغ.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج “صباح الخير يا مصر” على القناة الأولى والفضائية المصرية، حيث أوضح أن العنف ليس مجرد مشهد مؤقت، بل له آثار طويلة المدى على شخصية الطفل وسلوكه الاجتماعي.
وأشار “سلامة” إلى دراسة أجراها معهد الصحة العقلية في كندا في الثمانينيات، والتي أثبتت أن المخ يتأثر بالعنف الأسري بنفس الطريقة التي يتأثر بها الجنود العائدون من الحروب، حتى لو كان الطفل مجرد شاهد وليس طرفًا مباشرًا. وأضاف أن الأطفال الذين يشاهدون العنف باستمرار قد يصابون بما يسمى “نظرية التخدير”، حيث يعتاد المخ على العنف، ما قد يدفع الطفل إما لممارسته أو للانكسار الداخلي وفقدان الثقة بالنفس.
وأوضح أن هذه التأثيرات النفسية قد تتجسد في صورة اضطرابات متنوعة، مثل الخوف الشديد، الكوابيس المتكررة، التبول اللاإرادي، نوبات الهلع، العدوانية أو الانسحاب الاجتماعي، حسب طبيعة شخصية كل طفل. وأشار إلى أن العنف الرقمي أصبح مصدر قلق جديد، حيث يؤدي محتوى العنف على منصات التواصل الاجتماعي إلى تعزيز السلوكيات العدوانية أو الانكسارية، بحسب قوة شخصية الطفل ومدى ثقته بنفسه.
وشدد “سلامة” على أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من الأسرة والمدرسة والمجتمع، مؤكدًا أن حماية الأطفال من العنف هي مسؤولية جماعية، لا تقل أهمية عن ضمان صحتهم الجسدية وتعليمهم.
