كتب : محمود الهواري
05:31 م
23/11/2025
كشفت دراسة حديثة عن تزايد خطير في مقاومة بكتيريا التيفوئيد للمضادات الحيوية، ما يجعل هذا المرض القديم يظل تهديدا صحيا في عالمنا الحديث، رغم أنه نادرا ما يعتبر خطيرا في الدول المتقدمة اليوم.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة The Lancet Microbe أن البكتيريا المسببة للتيفوئيد، S Typhi، تكتسب مقاومة واسعة النطاق للأدوية وتحل بسرعة محل السلالات غير المقاومة، ما يقلص خيارات العلاج المتاحة للمصابين.
وقام فريق من العلماء من عدة دول بتحليل 3489 جينوما لسلالات التيفوئيد التي تم جمعها بين 2014 و2019 في نيبال وبنجلاديش وباكستان والهند.
وأظهرت النتائج ارتفاعا كبيرا في البكتيريا المقاومة للأدوية واسعة النطاق (XDR)، والتي لا تستجيب فقط للمضادات الحيوية التقليدية مثل الأمبيسلين والكلورامفينيكول، بل أصبحت مقاومة أيضا للجيل الحديث من المضادات الحيوية، بما في ذلك الفلوروكينولونات والسيفالوسبورينات من الجيل الثالث.
وأشار الباحثون إلى أن هذه السلالات تنتشر بسرعة على المستوى الدولي، حيث تم رصد حوالي 200 حالة انتشار عالمي منذ عام 1990، شملت جنوب شرق آسيا وشرق وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى وجود حالات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.
وحذر خبراء الصحة من أن المضاد الحيوي الفموي الوحيد المتبقي لعلاج التيفوئيد هو الأزيثروميسين، إلا أن طفرات مقاومة هذا الدواء بدأت تنتشر، مما يهدد فعالية جميع مضادات الميكروبات الفموية.
ووفقا للدراسة، فإن عدم معالجة الحالات يمكن أن يؤدي إلى معدل وفيات يصل إلى 20% من المصابين، وفي عام 2024 تم الإبلاغ عن أكثر من 13 مليون حالة من التيفوئيد.
وأكد الباحثون أن توسيع نطاق التطعيم بلقاحات التيفوئيد المترافقة يمثل أداة أساسية للحد من انتشار المرض، خاصة في البلدان الموبوءة.
وقد كانت باكستان أول دولة تقدم التطعيم الروتيني للأطفال، وتبعتها دول أخرى، كما صرحت منظمة الصحة العالمية في أبريل 2025 أن أربعة لقاحات مترافقة ضد التيفوئيد أصبحت مؤهلة لاستخدامها في برامج تحصين الأطفال.
وتعتبر مقاومة المضادات الحيوية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميا، إذ تتسبب في وفاة عدد أكبر من البشر مقارنة بالإيدز أو الملاريا.
ويشير الخبراء إلى أن الاستثمار في لقاحات جديدة وأبحاث المضادات الحيوية ضرورة ملحة لتجنب أزمة صحية عالمية مستقبلية، مؤكدين أن الوقت لا يحتمل التأخير.
