كتب : محمد القرش
05:33 م
23/11/2025
من مسيرة كروية حافلة بالأرقام القياسية والرواتب الخيالية، إلى كشف صادم بأن رصيده البنكي لا يتجاوز 597 جنيهًا إسترلينيًا، رحلة أسامواه جيان تبدو كفيلم درامي تتقاطع فيه المجد والانهيار ثم النهوض من جديد، هذه هي حكاية أسطورة غانا التي لم تتوقف مفاجآتها داخل الملعب ولا خارجه.
الهداف التاريخي
أسامواه جيان، أسطورة كرة القدم الغانية وهدافها التاريخي برصيد 51 هدفًا، يعد أيضًا أفضل هداف أفريقي في تاريخ كأس العالم بعدما سجل ستة أهداف في نسخ 2006 و2010 و2014، وبفضل تألقه مع منتخب بلاده ونادي رين الفرنسي، انضم عام 2010 إلى سندرلاند في صفقة بلغت قيمتها 10 ملايين جنيه إسترليني.
وكانت الآمال معلّقة عليه ليصنع الفارق في ويرسايد، وقد بدأ بالفعل بشكل مميز في موسمه الأول مسجلًا 11 هدفًا في 33 مباراة، إلا أن رحيله المفاجئ في سبتمبر من الموسم التالي دفع النادي لقبول عرض إعارة مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني، لينتقل إلى العين الإماراتي حيث تضاعف راتبه أكثر من ثلاث مرات.
ومع العين، حصل جيان على راتب أسبوعي يقدّر بـ160 ألف جنيه إسترليني، وقد أثبت أنه يستحق بعدما سجل 112 هدفًا في 107 مباريات، لكن إغراءات مالية أكبر كانت بانتظاره، إذ انتقل عام 2015 إلى نادي شنغهاي SIPG الصيني تحت قيادة المدرب السويدي سفين جوران إريكسون.
وتشير التقارير إلى أن جيان، الذي أتم الأربعين عاما اليوم، كان في تلك الفترة ثامن أعلى اللاعبين أجرًا في العالم، براتب أسبوعي بلغ 227 ألف جنيه إسترليني.
إفلاس أسطورة غانا
ورغم الأموال الضخمة التي جناها على مدار مشواره، صدم جيان الجميع حين كشف أن رصيده البنكي لم يتبقَّ فيه سوى 597 جنيهًا إسترلينيًا، وقال في تصريح لموقع MyNewsGh.com عام 2018: “هذا هو كل المال الذي أملكه، من الأعلى إلى الأسفل، أمامي وخلفي”.
كما عرض أسطورة غانا كشوفات حسابه البنكية في تركيا، حيث كان يلعب لنادي قيصري سبور، مؤكّدًا عدم حصوله على رواتبه حينها، ومع ذلك، يبدو أن الحظ ابتسم له مجددًا بعد اعتزاله، لتعود حياته إلى الاستقرار بعد تلك الفترة الصعبة.
عودة المال
وبعيدًا عن عالم كرة القدم، خاض أسامواه جيان تجارب متعددة في مجالات مختلفة؛ إذ دخل سابقًا معترك السياسة، وحاول تأسيس شركة الطيران الخاصة به “بيبي جيت”، كما اشترى منظمة للملاكمة، وترك بصمة في الساحة الموسيقية، إضافة إلى تأسيسه مؤسسة خيرية تهدف إلى دعم الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة ماركا مؤخرًا، تحدث جيان عن رغبته في تصحيح مساره والابتعاد عن السياسة، قائلاً: “لم أكن منصفًا تجاه الشباب والشعب الغاني، من الآن فصاعدًا، لن أنتمي لأي حزب سياسي، سأواصل أعمالي الإنسانية وأدعم شباب غانا بطريقتي الخاصة. لا علاقة لي بالسياسة. بارك الله في وطننا غانا. شكرًا لكم”.
وكحال العديد من لاعبي كرة القدم المعتزلين، اتجه جيان أيضًا إلى الاستثمار في العقارات، فهو يمتلك عددًا من المباني والشقق المؤجرة للأفراد والشركات.
ولم تتوقف مشاريعه عند الحدود التقليدية، إذ يمتلك أكثر من 30 حافلة تعمل داخل العاصمة الغانية أكرا، ويحصل من خلالها على خصومات على الوقود، نظرًا لامتلاكه عدة محطات بنزين في أنحاء البلاد.
كما يساهم جيان في توفير المياه الصالحة للشرب للغانيين عبر شركته “بارادايس باك”، التي أدخلت المياه المعبأة في الأكياس إلى السوق المحلي، لتكون خيارًا متاحًا وشائعًا بين السكان.
