اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل هي الوحيدة القادرة على نزع سلاح حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وليس أي جهة أخرى، بحسب ما نقلته صحيفة يسرائيل هيوم العبرية اليوم الاثنين، والتي أفادت أيضاً بأن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير سيزور الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل، لبحث عدة قضايا، منها غزة، ولبنان، وسورية.

وبحسب الصحيفة، يبدو أنّ اليوم الذي ستعيد فيه “حماس” لإسرائيل رفات آخر الأسرى، أو تعلن أنّها بذلت كل ما في وسعها لكنها غير قادرة على العثور على آخرهم، رغم كل الجهود التي بذلتها، لن يكون بعيداً. وفي مثل هذه الحالة، ووفقاً للاتفاق الذي وُقّع برعاية الولايات المتحدة، من المفترض أن يبدأ الطرفان الانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث يُفترض أن تنسحب إسرائيل من قطاع غزة على عدة مراحل، مع بقائها في المنطقة العازلة. كما يُفترض بدء عملية إعادة إعمار غزة. وبالتوازي، مع ذلك وفقاً لطلب إسرائيل، من المفترض أن يبدأ أيضاً مسار نزع السلاح من القطاع، ونشر قوة متعددة الجنسيات فيه.

إلا أنّه، وعلى الرغم من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكبيرة، على حد وصف الصحيفة العبرية، فإنه حتى هذه اللحظة لا توجد أي دولة راغبة في إرسال جنود إلى غزة، في إطار تلك القوة الدولية التي ترغب الولايات المتحدة في إنشائها والتي يُفترض، بحسب تصوّرها، أن تنزع سلاح “حماس” وتجد بديلاً لسلطتها. أما ما تخشاه إسرائيل، فهو تصميم الأميركيين الكبير على دفع خطتهم قُدماً، وترى أنه رغم الصعوبات، سيحاولون التقدّم في الأجزاء التي يمكنهم دفعها، وهي إعادة إعمار القطاع والمطالبة بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة.

في المقابل، فإن الموقف الذي تقوده المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حتى اللحظة، هو “انسحاب مقابل نزع السلاح فقط”، إلا أنّه لا يزال غير واضح ما إذا كان هذا الموقف سيكون مقبولاً أيضاً لدى الأميركيين. ويشير مسؤولون كبار جداً في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لم تسمّهم الصحيفة، إلى أنّ المصلحة الإسرائيلية في الوقت الراهن هي السماح للأميركيين باستنفاد المسارات التي يرغبون في استنفادها، من أجل إعادة رفات آخر أسيرين إلى إسرائيل. وقال مسؤول أمني رفيع: “لدينا حرية بالقدر المطلوب في الوقت الراهن. نحن نسيطر على الأرض، ونحبط، ونزيل التهديدات، ونُخضع المسلحين تدريجياً”.

ويضيف المسؤول: “الأميركيون يقودون عملية دولية واسعة. يمكن القول إنهم ساذجون، لكننا سنساعدهم في ذلك. هذا يمنحنا وسيمنحنا شرعية، وأيضاً وقتاً لإعادة بناء الجيش وإعادة تأهيل الجنود في الخدمة النظامية والاحتياط”. وبحسب مسؤول أمني رفيع آخر: “الجهة الوحيدة التي يمكنها تفكيك حماس هي إسرائيل. لا أحد سيفعل ذلك بدلاً منا، تماماً كما لا أحد سيفكّك سلاح حزب الله بدلاً منا. لكننا نسمح للأميركيين بالمحاولة، ونساعدهم قدر استطاعتنا. وبافتراض منطقي أنهم لن ينجحوا في ذلك، ففي مرحلة ما لن يكون هناك مفرّ من أن نفعل ذلك بأنفسنا”.

زامير إلى واشنطن

في غضون ذلك، أفادت الصحيفة، بأن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، سيتوجّه الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة في سلسلة من اللقاءات الأمنية، كضيف لرئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي. وستكون هذه أول زيارة لزامير بصفته رئيس الأركان، إلى واشنطن، وستكون على جدول الأعمال مجموعة من القضايا الأمنية، من بينها قضية قطاع غزة ومستقبل الاتفاق المتعلق فيه، وقضية لبنان، والتنسيق الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن عدم الرضا عن وتيرة نزح سلاح حزب الله، وقضايا تتعلق بسورية، وإيران. وحتى هذه اللحظة، من المتوقع أن تستمر الزيارة بضعة أيام، إلا أن مصادر مطلعة على التفاصيل أشارت إلى أنّه في الشرق الأوسط، يمكن دائماً أن تحدث تطورات تؤدي إلى تغيير موعد الزيارة.

شاركها.