وصل البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان الأحد الماضي في زيارة تاريخية اعتبرت علامة دينية ودبلوماسية مهمة، وسط أجواء مشحونة تشهدها البلاد بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية المرتبطة بحزب الله.
وبحسب الصحفي الإسرائيلي آفي أشكنازي في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن الحزب يسعى في الوقت نفسه إلى تحسين صورته أمام المجتمع المسيحي اللبناني، رغم كونه أحد ألد أعدائه التاريخيين، وهو ما يعكس الأزمة العميقة التي يمر بها.
وأشار أشكنازي إلى أن حزب الله يعاني من ضربة موجعة لقوته العسكرية بعد سلسلة اغتيالات استهدفت زعيمه حسن نصر الله ورؤساء أركانه الثلاثة خلال العام الماضي، وآخرهم هيثم الطبطبائي الذي قتل قبل ثمانية أيام في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتابع أشكنازي أن الحزب يحاول الآن إعادة بناء نفسه داخليا واستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية في لبنان، بهدف أن يكون أقوى من الجيش اللبناني أو أي ميليشيا محلية أخرى.
وأوضح التقرير أن فقدان كبار قادة الحزب، وعلى رأسهم نصر الله ورئيس الأركان فؤاد شكر في صيف 2024، أدى إلى فقدان الحزب لهويته اللبنانية، ليصبح “بحكم الأمر الواقع” وحدة ضمن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يسعى منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي إلى إعادة بناء الحزب بالكامل.
حزب الله يسعى لتحسين صورته رغم الضغوطات والاغتيالات التي تعرض لها.
ولفت أشكنازي إلى أن حزب الله يواجه قيودا كبيرة بعد الضربات الإسرائيلية، حيث نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1200 عملية في لبنان منذ بدء وقف إطلاق النار قبل عام تقريبا، وأسفرت عن قتل أكثر من 370 عنصرا من التنظيم، بينهم قادة كبار ومتوسطو المستوى وعملاء ميدانيون ومراكز معلومات، ما حد من قدرة الحزب على الرد بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، أعلن السفير الإيراني في لبنان، محمد أماني، نيابة عن حزب الله، أن التنظيم سيستجيب لاغتيال هيثم الطبطبائي غير أن المصادر الإسرائيلية ترى أن الحزب لن يهاجم الحدود الشمالية أو المستوطنات مباشرة، خشية الرد الإسرائيلي المباشر الذي قد يضعف قدراته العسكرية، ما يعني أن الرد قد يكون بوساطة إيران أو عبر جماعات مرتبطة بالحزب خارج لبنان.
وأبرز أشكنازي في الصحيفة الإسرائيلية أن الخيارات المحتملة للرد تشمل تحركات إيران وحزب الله على الساحة الإقليمية، مثل شن هجمات عبر الجماعات المسلحة في سوريا، وأشار أيضا إلى إمكانية تنفيذ هجمات انتقامية من قبل الحوثيين في اليمن، الذين تلقوا تدريبا عسكريا من الطبطبائي أو استهداف مصالح إسرائيلية ويهودية دوليا بما يصعب كشف بصمات الحزب مباشرة.
وشدد التقرير على أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بما فيها مديرية المخابرات والقيادة الشمالية والشين بيت والموساد، تظل في حالة تأهب قصوى منذ أيام، مع مراقبة دقيقة لأي تحركات قد يقوم بها حزب الله أو وكلاؤه الإقليميون، في انتظار معرفة كيف ومتى وأين سيحدث الرد الانتقامي.
