كتب : محمود الهواري


12:42 ص


18/12/2025

التقط علماء فلك صور نادرة لكوكب عملاق يشبه المشتري ويدور حول نظام نجمي ثنائي، في اكتشاف لافت أُنجز عبر إعادة تحليل بيانات قديمة لمرصد جيميني.

وتمكن فريقان بحثيان مستقلان، أحدهما من جامعة نورث وسترن الأمريكية والآخر من جامعة إكستر البريطانية، من رصد الكوكب الجديد باستخدام بيانات جهاز تصوير الكواكب (GPI)، المصمم لالتقاط صور مباشرة للكواكب خارج المجموعة الشمسية.

ويعود تزامن الاكتشاف إلى قيام الفريقين بإعادة فحص أرشيف بيانات الجهاز، بالتزامن مع انتهاء مهمته في تلسكوب جيميني الجنوبي بتشيلي، واستعداده للانتقال إلى مرصد ماونا كيا في هاواي لإجراء تحديثات والعمل من نصف الكرة الشمالي.

ورغم أن جهاز GPI صمم خصيصا لتصوير الكواكب الخارجية، فإنه لم ينجح خلال سنوات تشغيله إلا في رصد ستة كواكب فقط، ما يعكس صعوبة تصوير كواكب لا تبعد مسافات شاسعة عن نجومها، إذ شملت مراجعة البيانات أكثر من 500 نجم، أسفرت عن اكتشاف الكوكب الجديد في أرشيف الملاحظات القديمة.

ويعد الكوكب المكتشف، المعروف باسم HD 143811 AB b، فريدا من نوعه؛ إذ يصنف ضمن فئة “المشتري الحار”، ويبلغ حجمه نحو ستة أضعاف حجم كوكب المشتري.

والأكثر تميزا أنه يدور حول نجمين معا على مسافة تقدر بنحو 60 وحدة فلكية، وهي مسافة تفوق مدار بلوتو في نظامنا الشمسي، لكنها تُعد الأقرب من نوعها مقارنة بكواكب أخرى صورت حول أنظمة نجمية ثنائية على مسافات تصل إلى 500 وحدة فلكية.

ويطرح هذا الاكتشاف تساؤلات علمية حول آلية تشكل الكوكب، إذ تشير التقديرات إلى أنه قد يكون تكون إما عبر عدم الاستقرار الجاذبي داخل قرص كوكبي أولي، أو من خلال تراكم النواة ثم الهجرة إلى موقعه الحالي.

وبحسب الباحثين، فإن الكوكب تشكل قبل نحو 13 مليون سنة فقط، وهو زمن حديث نسبيا وفق المقاييس الكونية.

ويقع نظامه النجمي في تجمع العقرب–قنطورس، أحد أقرب مناطق تشكل النجوم الضخمة إلى الأرض، ما يجعل النجمين شديدي السخونة، ويرفع درجة حرارة الكوكب إلى نحو 769 درجة مئوية.

وتدور النجمان حول بعضهما مرة كل 18 يوما تقريبا، في حين يُكمل الكوكب دورة واحدة حولهما كل 300 عام، وهي ظروف تجعل من المستبعد تماما أن يكون صالحا للحياة أو مشابها لكوكب “تاتوين” الخيالي الذي ظهر في أفلام حرب النجوم.

ويرى العلماء أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على القيمة العلمية للبيانات القديمة، خاصة مع استعداد مرصد جيميني لتحديث جهاز GPI بنظام كورونوغراف أكثر تطورًا، قد يفتح الباب أمام رصد كواكب خارجية أقرب إلى نجومها خلال السنوات المقبلة.

شاركها.