لعل السؤال عن هل أمر الرسول بصيام أول يوم من رجب ؟ يهم أولئك الذين يدركون فضل شهر رجب ، ولا ينوون تفويته من اليوم الأول له، والذي أعلنت دار الإفتاء أنه اليوم الأحد، وهو ما يطرح السؤال عن هل أمر الرسول بصيام أول يوم من رجب ؟، خاصة مع كثرة النصوص النبوية الشريفة التي تدل على فضل شهر رجب ، حيث إنه من الأشهر الحُرم التي ينبغي اغتنامها بصالح الأعمال والتي يأتي الصيام في صدارتها وهو ما يجعلنا نبحث عن حقيقة هل أمر الرسول بصيام أول يوم من رجب ؟.

هل أمر الرسول بصيام أول يوم من رجب

قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ليس هناك أمر مباشر بالصيام في أول يوم من رجب ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الصيام في المٌستحب ” صم من الحرم واترك”، أي أن صيام أول يوم من رجب هناك نصوص عامة يدخل فيها هذا اليوم وليس هناك نصا بخصوصه.

وأوضح “ عبد السميع” في إجابته عن سؤال : ( هل أمر الرسول بصيام أول يوم من رجب ؟)، أنه مثلا لو صادف أول يوم رجب يوم الخميس وهو يوم يٌستحب فيه الصيام كما ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي قال إن رجب من الأشهر الحٌرم، وتكلم عن فضل شهر رجب وأنه يٌستجاب في أول ليلة منه الدعاء.

وأكدت دار الإفتاء المصرية ، أن الصوم في شهر رجب سواء في أوله أو في أي يوم فيه جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.

ونبهت “ الإفتاء” إلى أنه من المقرر شرعًا أن «الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال»، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وواصلت: ممَّا ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في “شعب الإيمان”، ثم قال: «قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ».

حكم الصيام أول يوم في رجب

وأفادت دار الإفتاء ، بأن الصوم في شهر رجب سواء في أوله أو في أي يوم فيه جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.

ونبهت “ الإفتاء” إلى أنه من المقرر شرعًا أن «الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال»، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

واستشهدت بحديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في “شعب الإيمان”، ثم قال: «قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ».

وورد أن رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة : 36).

وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».

وقال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ عليهما الرِّضوان في تفسير قوله تعالى: «فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»كما روى الطّبريّ في (تفسيره): «في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حرامًا، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ».

ونبهت إلى أن الصيام قسمان: (صيام فرض، وصيام تطوع)، منوهة بأن صيام الفرض: يشمل صوم رمضان، وصوم الكفارات، وصوم النذر.، أما صيام التطوع : أي السُّنَّة، وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه.

فضل الصيام في رجب

وأفادت بأنه قد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع والذي يشتمل على الآتي:

1 صيام ستة أيام من شوال؛ لحديث عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر». رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي.

2 صوم عشر ذي الحجة، وصوم يوم عرفة لغير الحاج.

3 صيام أكثر شعبان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شعبان، قالت عائشة: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا صيام شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان». رواه البخاري ومسلم.

4 صوم الأشهر الحرم وهم: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب، وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الأشهر الحرم.

5 صوم يومي الإثنين والخميس؛ لحديث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان أكثر ما يصوم: الإثنين والخميس… » إلخ. رواه أحمد بسند صحيح.

6 صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي: الثالث عشر، الرابع عشر، الخامس عشر؛ للحديث: قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، أربع عشرة، خمس عشرة، وقال: هي كصوم الدهر».

7 صيام يوم وفطر يوم: لحديث عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الصيام إلى الله صيام داود: كان يصوم يومًا ويفطر يومًا».

وتابعت: وبناء على ما ذكر وفي واقعة السؤال: فإن صوم التطوع جائز شرعًا في جميع أوقات العام ما عدا الأيام المنهي عن صومها وهي: أيام العيدين، وأيام التشريق، وهي الأيام التي تلي عيد النحر.

وأردفت: والنهي عن صوم يوم الجمعة منفردا، والنهي عن إفراد يوم السبت بالصيام، والنهي عن صوم يوم الشك، والنهي عن صوم الدهر –أي: يحرم صوم السنة كلها والنهي عن صيام المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه، والنهي عن وصال الصوم.

واستطردت: ويكون صوم السائل تطوعًا في شهر رجب دون قيامه بصوم التطوع قبلها جائزا شرعًا ولا غبار عليه، ويحصل له الثواب على قدر ما صام، ولا يشترط في ذلك أن يكون قد صام تطوعًا خلال أيام السنة، والقول بذلك غير صحيح شرعًا.

شاركها.