في قلب لندن ، وخلف جدران لا تحمل لافتات، كشفت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني بليز ميتريويلي، عن استراتيجية جهازها المعروف بـ MI6  خلال الفترة المقبلة في التعامل مع الحلفاء والأعداء، حيث سلطت الضوء على ملفات مثل مواجهة روسيا والتعامل مع الصين، فضلا عن مستقبل العلاقات مع الحليف التاريخي الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة والتحول إلى علاقات متعددة الأطراف

ميترويلي التي يشار إليها بحرف الـ C داخل الـ MI6 ، قدمت إشارات محدودة بشكل لافت إلى العلاقة التاريخية الوثيقة مع الولايات المتحدة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية، التي شكلت على مدى عقود ركيزة أساسية في التفاهم الاستخباراتي البريطاني مع واشنطن، وهو ما ينظر إليه بأنه اعتراف رسمي بأن الإدارة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت على الأجهزة الأمنية البريطانية التحول نحو بناء علاقات متعددة الأطراف.

رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني بليز ميتريويلي

حرب في الخفاء مع روسيا

وعلى وقع طبول الحرب التي تقرع أبواب القارة العجوز، اعترفت رئيسة جهاز الـ MI6 أن أوروبا ومن ضمنها المملكة المتحدة، تواجه خطر روسيا العدوانية، والتوسعية، والتحريفية بحسب وصفها، ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل قالت إن روسيا تقوم باختبار بريطانيا في المنطقة الرمادية بتكتيكات تقع مباشرة تحت عتبة الحرب، من خلال الهجمات السيبرانية والهجينية التي تنفذها موسكو على لندن والمعروفة بـ حرب الخفاء.

بريطانيا وروسيا

نهج مختلف مع بكين

وحمل خطاب رئيسة الـ MI6 إيحاء بأن التعامل مع الصين يتطلب نهجا مختلفا عن سياسة المواجهة المباشرة مع روسيا، حيث تتمثل استراتيجية التعامل في تجنب المواجهة من أجل تعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية وبناء علاقة اقتصادية أكثر إنتاجية مع بكين، في وقت يرجح فيه مراقبون بأن ذلك يرجع إلى نشأة ميتروِيلي في هونج كونج ومعرفتها للنظام الصيني عن قرب.

بريطانيا والصين

منصات التواصل الاجتماعي.. مسار جديد للصراع والسيطرة

وترى أول امرأة تتولى رئاسة جهاز الـ MI6 في تاريخه الممتد لأكثر من 100 عام، أن بعض الخوارزميات أصبحت تضاهي الدول في قوتها، في إشارة بدت موجهة إلى منصات مثل إكس وفيسبوك وتيك توك والذكاء الاصطناعي، محذرة من أن الأدوات فائقة التخصيص قد تتحول إلى مسار جديد للصراع والسيطرة، إذ تؤثر في المجتمعات والأفراد خلال دقائق لا أشهر، متعهدة بجذب أفضل وأكثر العقول إبداعاً في بريطانيا لمواجهة هذه التحديات.

منصات التواصل الاجتماعي

في عالم تحكمه الصراعات الخفية بقدر ما تحكمه المواجهات العلنية، تكشف بريطانيا عن رؤيتها الجديدة في التعامل مع الأعداء والحلفاء، في زمن تتسارع فيه الأخطار.. وتتعقد فيه التحالفات.

مقر الـ MI6

شاركها.