نقيب الفلاحين:
«كروسكو» و«شاتورما».. خريطة أوكار التماسيح في أخوار البحيرة
100 عام عمر التمساح و40 بيضة في العش الواحد
القانون يجرم الاتجار في التماسيح المهددة بالانقراض
أثارت قصة ظهور التمساح بقرية الزوامل بالشرقية جدلًا واسعًا وحالة من القلق بين الأهالي، مما يفتح ملف تماسيح النيل وتساؤلاتها الشائكة حول كيفية تسللها خارج موطنها الطبيعي، وتحجيم خطورته على الإنسان
وكشف حسين عبدالرحمن أبوصدام، الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، كواليس الواقعة وأسباب ظهور التمساح خارج موطنه الطبيعي، مؤكدًا أن اصطياده أعاد الهدوء والطمأنينة إلى المنطقة، تمهيدًا لإعادته إلى بيئته الأصلية ببحيرة ناصر بمحافظة أسوان.
وأوضح أبوصدام أن الموطن الأساسي لتماسيح النيل يتركز في أخوار بحيرة ناصر، خاصة مناطق «كروسكو، السبوع، السيالة شرق، وادي العرب، المالكي، وشاتورما»، مشددًا على أن وجود أي تمساح خارج هذا النطاق الطبيعي يمثل أمرًا مقلقًا ويثير التساؤلات حول طرق انتقاله.
ورجّح نقيب الفلاحين خلال بيان لها اليوم أن تكون هذه التماسيح قد نُقلت عمدًا بواسطة بعض الأفراد بغرض التربية أو من خلال تجار غير شرعيين لتحقيق مكاسب مادية، لافتًا إلى أن التمساح الذي عُثر عليه بالشرقية صغير الحجم، ولا يمكن أن يكون نتاج عملية تكاثر طبيعية داخل المنطقة، خاصة مع استحالة مروره من أسوان إلى الشرقية عبر توربينات السد العالي والشباك الواقية، فضلًا عن عدم قدرة تماسيح النيل التي تعيش في المياه العذبة على البقاء لفترات طويلة في مياه الصرف المالحة.
وأشار أبوصدام إلى أن العالم يضم أكثر من 23 نوعًا من التماسيح، يصل تعدادها إلى بضعة ملايين، ويُعد تمساح المياه المالحة أخطرها، بينما تعيش التماسيح عمومًا لنحو 100 عام، وتضع أنثى التمساح قرابة 40 بيضة في المرة الواحدة، ويصل طول التمساح بعد عام واحد إلى نحو 3 أمتار. وأضاف أن التماسيح تُعد من أقدم الكائنات الحية وذوات الدم البارد، والنوع الموجود في مصر هو التمساح النيلي، الذي قد يصل طوله إلى 7 أمتار، ويتغذى على الأسماك والطيور والحيوانات الأخرى، وله دور بيئي مهم في الحفاظ على التوازن البيئي والتخلص من الجيف.
ولفت إلى أن القيمة المرتفعة لجلود التماسيح، التي تُعد من أغلى وأفخر الجلود في العالم، جعلتها عرضة للصيد الجائر غير الشرعي، مؤكدًا أن القانون المصري يُجرم بيع التماسيح باعتبارها من الكائنات المهددة بالانقراض.
وأكد نقيب الفلاحين ضرورة وضع ضوابط صارمة للحد من تربية والاتجار غير المشروع في التماسيح، مع دراسة إمكانية تصديرها بشكل منظم وفق الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر، بما يحقق الاستفادة من قيمتها الاقتصادية العالية دون الإضرار بالأمن البيئي. كما طالب بتشديد الرقابة لمنع تسرب التماسيح إلى الترع والمصارف، وعدم تكرار حادثة «تمساح الزوامل»، محذرًا من خطورة هذه الزواحف المفترسة على الإنسان حال وجودها بالقرب من المناطق السكنية.
وشدد أبوصدام على أهمية إحكام الرقابة على بحيرة ناصر، وتقنين أوضاع تربية التماسيح بها، خاصة في ظل السماح لبعض أهالي أسوان بتربيتها تحت إشراف بيطري كمصدر دخل، إلى جانب ضرورة التصدي للصيد الجائر، والحفاظ على الثروة السمكية وأرواح وشباك الصيادين، في ظل تضارب الأرقام حول أعداد التماسيح ما بين تراجعها إلى نحو ألف تمساح، أو زيادتها لتصل إلى 30 ألفًا، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية محتملة على الثروة السمكية بالبحيرة.
