كتب : محمود الهواري
12:53 م
31/12/2025
كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة تحرير الفيديو “كابوينغ” أن جزءا كبيرا من مقاطع الفيديو الموصى بها على يوتيوب يصنف ضمن فئة محتوى منخفض الجودة يعرف بـ”تعفن الدماغ” و”محتوى الذكاء الاصطناعي الرديء”، وهو محتوى مصمم بهدف زيادة المشاهدات دون تقديم قيمة حقيقية للمستخدمين.
اختبار أول 500 مقطع فيديو
وأنشأ باحثو “كابوينغ” حسابا جديدا على يوتيوب وتابعوا أول 500 مقطع فيديو أوصت بها المنصة، إذ أظهرت النتائج أن 104 فيديوهات، أي نحو 21%، صنفت كـ”محتوى ذكاء اصطناعي رديء”، بينما وقع 165 مقطعا، بنسبة تقارب 33%، ضمن فئة “تعفن الدماغ” الأوسع، ما يعني أن أكثر من نصف التوصيات الأولية (54%) تتضمن محتوى منخفض الجودة، بحسب تقرير صحيفة “ذا جارديان”.
انتشار عالمي للمحتوى الرديء
وحللت الدراسة قنوات يوتيوب الرائجة عالميا، ووجدت 278 قناة تعتمد كليا على محتوى رديء مصمم بالذكاء الاصطناعي، ضمن أفضل 100 تصنيف عالمي.
وقد جمعت هذه القنوات مليارات المشاهدات وملايين المشتركين، ما يترجم إلى عشرات الملايين من الدولارات كعائدات إعلانية سنوية.
وتبرز بعض المناطق بشكل خاص، إذ تمتلك قنوات المحتوى الرديء بالذكاء الاصطناعي في إسبانيا أكثر من 20 مليون مشترك مجتمعة، متجاوزة الولايات المتحدة والبرازيل، فيما حققت قنوات مشابهة في كوريا الجنوبية أكثر من 8.45 مليار مشاهدة، وتجاوزت أكبر قناة هندية ملياري مشاهدة.
الحوافز وراء الانتشار السريع
يرجع الانتشار السريع لهذا النوع من المحتوى إلى الحوافز المضمنة في خوارزميات التوصية، إذ تتميز مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي بانخفاض تكلفة الإنتاج وإمكانية النشر على نطاق واسع، وغالبا ما تصمم لإثارة الفضول ودفع المستخدمين للتمرير المستمر.
ويكون المستخدمون الجدد أكثر عرضة للتأثر، نظرا لعدم وجود سجل مشاهدة يعتمد عليه النظام في التوصيات.
وتثير النتائج تساؤلات حول تجربة المستخدم على يوتيوب، خصوصًا إذا كانت خمس التوصيات الأولية تتضمن محتوى رديئا.
وعلى الرغم من أن يوتيوب طرحت أدوات للحد من مقاطع التزييف العميق، إلا أن المنصة لا تزال بحاجة لتوفير حلول أفضل للحد من “محتوى الذكاء الاصطناعي الرديء”، على غرار ما يفعله تيك توك.
كما يشير تقرير صادر عن باحثين في أمازون ويب سيرفسز (AWS) إلى أن 57% من محتوى الإنترنت قد يكون بالفعل محتوى رديئا مولدا بالذكاء الاصطناعي، ما يعكس حجم المشكلة على نطاق أوسع.
