كيف ساعدت منصّة يوتيوب كريستيانو رونالدو على كسب المال بعيداً عن كرة القدم؟
سواءً كنت من مشجعي الأندية التي لعب لها أم لا، وسواءً كنت تحب أسلوب لعبه داخل الملعب وحضوره خارج الملعب أم لا، وسواءً كنت من متابعي كرة القدم المتعصبين أو تشاهدها لمجرد التسلية، وحتى لو كنت بعيداً تماماً عن عالم كرة القدم وما يجري فيه، فأنت في الأغلب تتفق مع الملايين حول العالم على أن كريستيانو رونالدو “الدون” أو CR7 هو واحد من أعظم اللاعبين الذين مرّوا على كرة القدم على مدار العصور.
موهبة رونالدو الكروية وحضوره الطاغي داخل الملاعب وخارجها لا يُمكِن لأحدٍ إنكاره، فاللاعب الحائز على الكرة الذهبية خمس مرات وأفضل لاعب في العالم ثلاث مرات وغيرها العديد من الجوائز الفردية والإنجازات الجماعية مع مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس وغيرها قد حجز لنفسه مكانةً لا تُمحَى بين عظماء كرة القدم. وبفضل شعبيته الهائلة، أصبح اسم رونالدو مرتبطاً بالعديد من المجالات الترفيهية والرياضية، بما في ذلك الألعاب الرقمية، حيث يزداد اهتمام الجماهير بمنصات مثل Roulette77.de التي تقدم تجربة كازينو شاملة لعشاق ألعاب الروليت، مع تقييمات محايدة لمساعدة اللاعبين في اختيار المنصة الأنسب لهم.
الرياضة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي
من الصعب إهمال دور وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في عالم الرياضة، ودورها المتزايد في توليد دخل بعيد عن الملاعب للعاملين في هذه الصناعة، فبعد جائحة كوفيد19 اتّجهت أجيال كاملة من المشجعين، إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة المواضيع الرياضية أو حتى متابعة الأحداث الرياضية نفسها. وبالمِثل، استفادت العديد من الصناعات الترفيهية الأخرى من هذا التحوّل نحو الإنترنت، مثل منصّات ألعاب الكازينو والرهانات، حيث أضحى بإمكان المستخدمين الوصول بسهولة إلى هذه المواقع يوفر لهم تجربة لعب متكاملة بأعلى معايير الأمان والجودة.
أثَّر هذا التوجّه على اقتصادات الرياضة نفسها، فبعد أن ظلّت الفرق الرياضية تعتمد بشكل أساسي على عوائد تذاكر المباريات وحقوق البثّ التلفزيوني، فُتِح باب جديد تماماً لتحقيق العوائد من عقود الرعاية والتسويق وحقوق العلامات التجارية للأندية واللاعبين على منصّات التواصل الاجتماعي.
بداية رحلة رونالدو مع يوتيوب
أعلن رونالدو انضمامه إلى منصّة يوتيوب في 21 أغسطس 2024 تحت اسم UR · Cristiano في مقطع مصوَّر على إنستغرام يقول فيه: “انتهى الانتظار. قناتي على يوتيوب أصبحت هنا أخيراً! اشتركوا الآن وانضموا إليّ في هذه الرحلة الجديدة”.
ورغم أن انضمامه إلى منصّة الفيديو الشهيرة قد جاء متأخراً بعض الشيء مقارنة بحضوره القديم والطاغي أيضاً على منصّات أخرى مثل إنستغرام يمتلك رونالدو مثلاً أكثر من 650 مليون متابع على إنستغرام، الذي تتواجد عليه منصة Roulette77 أيضاً، ما يضعه في المرتبة الثانية على قائمة أكثر الحسابات متابعةً بعد بعد حساب منصّة إنستغرام نفسها إلا أنه استطاع في غضون بضعة أيام فقط الملايين من المشتركين في القناة، فقد وصلت القناة إلى مليون مشترك بعد 90 دقيقة فقط وإلى 10 مليون مشترك في يومه الأول، وهو أسرع رقم في تاريخ المنصّة. في وقت كتابة هذه السطور لدى رونالدو أكثر من 74 مليون مشترك في قناته على يوتيوب ما يضعه في قائمة أكثر 30 قناة من حيث عدد المشتركين.
ما الذي يُقدِّمه رونالدو على يوتيوب؟
يُقدِّم رونالدو لاعب النصر السعودي الحالي والذي يُوصف بأنه الرياضي الأكثر شعبيةً على منصّات التواصل الاجتماعي على قناته محتوى يتراوح بين مقاطع الفيديو القصيرة التي تركّز على أخباره وحياته وعائلته وأسلوب حياته ولقطات من وراء الكواليس وبين البودكاست الذي يناقش فيه رحلته في الملاعب وصولاً إلى تعاوناته مع مشاهير اليوتيوب مثل MrBeast. تُحقِّق مقاطع الفيديو التي ينشرها رونالدو على قناته رواجاً فورياً وتصل إلى ملايين المشاهدات في غضون بضعة ساعات قليلة فقط من إصدارها، وهو ما يُثبِت الشعبية الجارفة التي يتمتّع بها اللاعب.
عوائد الإعلانات على يوتيوب.. هل تُقدِّم الصورة كاملةً؟

في هذه الأيام، يوتيوب على الأرجح ليست المنصّة التي تُدرّ أفضل العوائد لمُنشئي المحتوى، خصوصاً كبار النجوم منهم. فالعوائد من الإعلانات في ليست مُجزيةً بالقدر الذي يعتقده الكثيرون، كما أنها في تناقص مستمر مع انضمام الكثيرين إلى المنصّة كمنشئ محتوى. في تقدير لمنصّة Thinkific بوسع منشئ المحتوى على يوتيوب كسب ما بين 1600 و 6000 دولار أميركي على كل مليون مشاهدة لمحتواهم، مع ملاحظة أن هذا الرقم قابل للتفاوت الكبير وفقاً لمتغيرات منها مصدر المشاهدات وطبيعة القناة وعدد المتابعين وتخصص القناة.
ومع تحقيق رونالدو قرابة 800 مليون مشاهدة على قناته حتى الآن، وإذا أخذنا متوسّط هذه الأرقام، فإن رونالدو قد حقّق قرابة 3 ملايين دولار فقط مع عوائد الإعلانات على قناته، وهو مبلغ زهيد جداً مقارنة بما يجنيه النجم من منشور إعلاني واحد على إنستغرام، والذي يبلغ في المتوسط 1.6 مليون دولار وفقاً لبعض التقديرات.
الرعاية هي المصدر الحقيقي للدخل
لكن عوائد الإعلانات ليست كل شيء، فرونالدو يستخدم المنصّة لتعزيز علامته التجارية والوصول إلى جمهور أوسع، كما أن عقود الرعاية هي أيضاً مصدر مهم جداً للدخل بفضل الشعبية الجارفة التي يتمتّع بها اللاعب النجم. هذه الشعبية الطاغية لرونالدو على يوتيوب وغيره من منصّات التواصل الاجتماعي تُعزِّز جاذبيته للمُعلنين والرُعاة كمصدر مضمون لزيادة الانتشار والحضور وبالتالي زيادة قيمة العلامة التجارية ورفع مبيعاتها. قدّر تقرير لـ Hookit التي تتبع قيمة الرعاية على وسائل التواصل الاجتماعي أن رعاة رونالدو حقّقوا 936 مليون دولار من القيمة الإعلامية عبر حساباته، وهو الرقم الذي يتجاوز أي رياضي آخر بسبعة أضعاف على الأقل.
يتعاون رونالدو مع علامات تجارية رائدة مثل Nike و Herbalife و Tag Heuer و Abbott Labs و Armani و Louis Vuitton في منشورات الرعاية على منصّات التواصل الاجتماعي. كما تعاون مع منصّات تداول للعملات المشفرة مثل Binance ولعبة Garena Free Fire على الهواتف المحمولة.
الترويج لعلاماته التجارية الخاصة
بجانب عقود الرعاية لأطراف ثالثة، يستغلّ رونالدو حضوره الطاغي على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً للترويج لعلاماته التجارية الخاصة، التي تتراوح بين إصدارات عطوره وسلسلة الفنادق التي تحمل اسمه Pestana CR7.
حضور رونالدو على منصّات التواصل الاجتماعي
يتضمّن الجدول التالي مقارنةً لأعداد متابعي/مشتركي حسابات كريستيانو رونالدو على أبرز منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتُبرز الأرقام بما لا يدع مجالاً للشك أن اللاعب البالغ من العمر 40 عاماً هو بالفعل “الرياضي الأكثر شعبية على منصات التواصل الاجتماعي”:
المنصة | تاريخ الانضمام | عدد المتابعين | الترتيب بين قائمة أعلى المتابعين/المشتركين |
فيسبوك | 2009 | 171 مليون | 2 |
إكس (تويتر سابقاً) | يونيو، 2010 | 115 مليون | 3 |
إنستغرام | أكتوبر، 2012 | 650 مليون | 2 |
يوتيوب | أغسطس، 2024 | 75 مليون | 28 |
استطاع كريستيانو رونالدو استغلال شعبيته الجارفة وتواجده على منصّات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها يوتيوب بذكاء في تعزيز دخله، وبناء علامة تجارية قوية لنفسه، ودعم علاماته التجارية الخاصة، وزيادة حضوره على الساحة الرقمية. وقد حقّق ذلك بشكل ذكي وسلس ودونما التورّط في ممارسات أو عقود رعاية تُقلِّل من قيمة اسمه كعلامة تجارية يسعى إليها كبار المعلنين وأصحاب العلامات التجارية المرموقة. تؤمّن مصادر الدخل هذه البعيدة عن دخله داخل ملاعب كرة القدم للاعب فرصةً الاستمرار في تحقيق الأرباح حتى بعد اعتزال كرة القدم.
المصدر: 3rbteachers.com