ما هي أسباب الحروب العالمية وكيف تغير العالم بعدها؟
الحروب العالمية
صراعين عالميين مدمرين شهدهما القرن 20 – الحرب العالمية الأولى من 1914-1918 والحرب العالمية الثانية من 1939-1945. لا بد أن تتغلغل في التاريخ كي تتعرف على العالم ما قبل هذه الحروب، وهناك الكثير من البرامج الوثائقية التي تحكي التفاصيل الدامية لتلك السنين العصيبة، والتي كانت سببًا في مقتل الملايين حول العالم، فقد تضمنت هذه الحروب تحالفات عسكرية بين القوى العالمية الكبرى، واندلعت بسبب مزيج معقد من المنافسات السياسية والاقتصادية والإمبريالية. أعادت النتائج تشكيل العلاقات الدولية وديناميكيات القوة العالمية. فما هو سبب الحرب العالمية الأولى والثانية؟
سبب الحرب العالمية الأولى
سبب الحرب العالمية الأولى ليس واحدًا، حيث ساهمت عدة عوامل في اندلاع الحرب العالمية الأولى في أوروبا عام 1914:
- الإمبريالية – خلقت المنافسة على الإمبراطوريات الاستعمارية توترات بين القوى الأوروبية.
- التحالفات – بمرور الوقت، واجه التحالف الثلاثي لألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا الوفاق الثلاثي لبريطانيا وفرنسا وروسيا.
- سباق التسلح – قامت الدول الأوروبية ببناء جيوشها وتخزين أسلحتها، مما خلق مناخًا من عدم الثقة.
- القومية – أضافت رغبة الجماعات السلافية في النمسا والمجر في الاستقلال عدم الاستقرار.
- اغتيال – أثار اغتيال القومي الصربي غافريلو برينسيب للأرشيدوق فرانز فرديناند من النمسا والمجر الصراع.
أجبرت العديد من التحالفات الدول على الانضمام إلى الحرب مع توسعها. انضمت الإمبراطورية العثمانية وغيرها في وقت لاحق. وكانت النتيجة سنوات من حرب الخنادق والاستنزاف وملايين الضحايا قبل الهدنة في عام 1918.
سبب الحرب العالمية الثانية
زرعت بذور الحرب العالمية الثانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى. فرضت معاهدة فرساي لعام 1919 شروطًا قاسية على ألمانيا المهزومة، مما تسبب في استياء دائم. أدى الكساد الكبير إلى إجهاد المجتمعات وخلق الظروف للتطرف السياسي.
سبب الحرب العالمية الثانية لم يكن واحدًا، حيث تضمنت العوامل الرئيسية التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية ما يلي:
- فشل الاسترضاء حيث قدمت ألمانيا النازية مطالب.
- صعود الفاشية تحت حكم أدولف هتلر وأهدافه التوسعية.
- سياسة الاسترضاء حيث حاولت الدول تجنب الحرب من خلال استرضاء هتلر.
- العدوان الألماني، بما في ذلك غزو النمسا وتشيكوسلوفاكيا في 1938-39.
- أدى غزو هتلر لبولندا في 1 سبتمبر 1939 إلى إعلان الحرب.
تميزت الحرب بالقتال عبر المسارح العالمية وأسلحة الدمار الشامل، وانتهت في عام 1945 بعد مقتل أكثر من 60 مليون شخص.
كيف تغير العالم؟
حولت الحربين العالميتين الحدود السياسية والجغرافيا السياسية. شهدت الحرب العالمية الأولى هزيمة ألمانيا وحلفائها، إلى جانب سقوط الإمبراطوريات الألمانية والنمساوية المجرية والروسية والعثمانية. ظهرت دول جديدة مثل يوغوسلافيا وتحولت الأراضي الاستعمارية بين القوى.
فرضت معاهدة فرساي لعام 1919 شروطًا قاسية على ألمانيا، والتي اعتبرت فيما بعد مساهمة في الحرب العالمية الثانية. تم إنشاء عصبة الأمم لمنع الحروب المستقبلية لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف.
بعد الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا واليابان وعقدت محاكمات جرائم الحرب. تم تشكيل الأمم المتحدة لتحل محل العصبة الفاشلة. بدأ التكامل الاقتصادي في أوروبا لمحاولة منع الصراع في المستقبل من خلال الاعتماد المتبادل. نشأت الحرب الباردة بين الدول الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي والدول الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة.
تسارع إنهاء الاستعمار عالميًا مع استقلال الهند وباكستان في عام 1947. تركت الحربين العالميتين بصمات دائمة على المشهد السياسي الذي لا يزال يشكل العلاقات الدولية.
استنتاج
سبب الحرب العالمية الأولى والثانية ليس واحدًا، ففي حين اختلفت المحفزات المحددة، نشأت كل من الحرب العالمية الأولى والثانية من مزيج متقلب من القومية والتنافس الإمبريالي والتحالفات العسكرية. عززت الأيديولوجيات والتقنيات الجديدة الحرب الجماعية وأدت إلى معاناة ودمار لا يوصفان. أعادت الحروب رسم الخرائط وأطاحت بالإمبراطوريات وشكلت الجغرافيا السياسية المعقدة التي تطورت طوال القرن 20.