كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن برنامج “اختيارات عالمية” لدورته الخامسة، الذي يجمع نخبة من أبرز أفلام عام 2025 التي نالت إعجاب الجماهير والنقاد في المهرجانات العالمية، ويعرضها للمرة الأولى في المنطقة.
يشمل البرنامج 9 عروض أولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب فيلمين مصريين يُعرضان للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية.
عالميًا، ضم البرنامج فيلم KOKUHO الياباني، المرشّح لجائزة الأوسكار وأحد أنجح الأفلام في شباك التذاكر الياباني، وفيلم GIRL، أولى تجارب النجمة الآسيوية شو تشي الإخراجية، والفيلم الفرنسي الرواندي KWIBUKE, REMEMBER بطولة سونيا رولاند، وفيلم ERUPCJA الذي تقود بطولته المغنية العالمية تشارلي إكس سي إكس، إلى جانب فيلم الأكشن THE FURIOUS من إنتاج بيل كونغ، وفيلم NORMAL من إخراج بن ويتلي وبطولة بوب أودينكيرك، في تجربة تجمع بين السينما الشرقية والغربية.
كما يضم البرنامج الفيلم السويسري المرشّح للأوسكار LATE SHIFT الذي يستعرض حياة ممرضة في يوم حافل بالتحديات، وفيلم SAIPAN الذي يعيد التذكير بكواليس ملفّ كأس العالم لعام 2002، الذي كان للمنتخب السعودي دورًا محوريًا فيه، بينما يصحب فيلم PRIMAVERA الجمهور في رحلة إلى مدينة البندقية في القرن الثامن عشر، مستلهمًا عالم الموسيقار أنطونيو فيفالدي. بالإضافة إلى الفيلم البرازيلي الفائز في مهرجان كان السينمائي THE SECRET AGENT للمخرج كليبير ميندونكا فيلهو، حول دراما سياسية مشوّقة تدور في البرازيل خلال الحكم العسكري عام 1977.
من العالم العربي، يقدّم البرنامج فيلمين مصريين بارزين حصدا إشادة واسعة في المهرجانات العالمية، هما: فيلم “المستعمرة (Th Sttlnt) للمخرج محمد رشاد، وفيلم “كولونيا ” (My Fathr’s Scnt) للمخرج محمد صيام؛ وكلاهما يغوص في أعماق العلاقات الأسرية وتعقيداتها، ويركّز على موضوع الأبوة من زوايا إنسانية مؤثرة وبأداءات تمثيلية لافتة.
من جانبه، صرّح فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي الدولي في بيان صحفي: “يجسّد برنامج اختيارات عالمية موسما سينمائيا فريدا هذا العام، إذ يجمع 12 فيلمًا تألقت في كُبرى المحافل السينمائية، وانتقاها فريق المهرجان بعناية، لنقدّمها لجمهورنا هنا في قلب جدة التاريخية؛ إيمانًا منّا بدور المهرجان في مدّ الجسور بين الشرق والغرب، وتقديم تجارب سينمائية تُثري المشهد الثقافي، وتُعزّز مكانة المملكة كوجهة سينمائية رائدة.
قائمة أفلام اختيارات عالمية:
GIRL
تايوان
إخراج: شو تشي
تخوض النجمة “شو تشي”، أيقونة السّينما الآسيوية، وملهمة المخرج “هو هسياو-هسين”، تجربتها الإخراجية الأولى من خلال هذه الدراما الشخصية العميقة، التي كتبتها بنفسها عن سن البلوغ. ففي منزل ضيق، تسوده الإساءة، تلتزم المراهقة الشابة “لين شياولي” الصمت، معتنِية بأختها الصغيرة، بينما يتسبب غضب والدها السكير في القسوة على والدتها. يتغير كل شيء عندما تصادق “لي” “ليلي”، وهي زميلة متمردة تتغيب عن الفصول، وتدخن، وتحث “شياولي” على تحدي الوضع العائلي السام. وبينما يلوح الأمل بالهروب، تُخرج “شو تشي” الفيلم بانضباط واتزان، وتراقب عن بُعد، وتجذب المشاهد إلى التفاصيل الحميمية واليومية بقوّة هادئة ومُروّعة.
فيلم “فتاة”، الذي يتسم بالرقة، ولكنه خالٍ من العاطفية المفرطة، يجد الجمال الهشّ وسط الأذى، ويُعلن عن صوت إخراجي جديد.
KOKUHO
اليابان
إخراج: لي سانغ-إيل
يعد فيلم “كوكوهو”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر في اليابان، مشروعًا شغوفًا طال انتظاره للمخرج “لي سانغ-إيل”، وقد ولد من افتتانه، الذي دام 15 عامًا، بمسرح الكابوكي، وتقاليد الأوناغاتا: وهم الممثلون الذكور الذين يؤدون أدوارًا نسائية على المسرح. القصة مقتبسة من رواية للكاتب “شويتشي يوشيدا”، وتبدأ أحداثها في مدينة ناغازاكي عام 1964، وتتوالى على مدى خمسة عقود، متتبعةً العلاقة التي نشأت بين “كيكوو” – الذي تبناه معلم كابوكي بعد وفاة والده – وابن المعلم “شونْسُوكي”. إنّ علاقتهما، التي هي في جزء منها أخوّة، وفي جزء آخر منافسة، تغذي ملحمة شاسعة عن الطموح، والتضحية، والإخلاص ضمن سلالة مسرحيّة مُبجَّلة. الفيلم من بطولة “ريو يوشيزاوا” و”ريوسي يوكوهاما”، وهو يتميّز بكونه فاخرًا بصريًّا، ومؤثّرًا عاطفيًّا؛ فيه تأمل قوي في الإرث، والهوية.
KWIBUKE, REMEMBER
بلجيكا، رواندا
إخراج: جوناس دأديسكي
في فيلم “كويبُوكا، تذكَّر”، يروي “جوناس داديِسكي” قصّة “ليا”، لاعبة كرة سلة بلجيكية-رواندية تواجه نهاية مسيرتها المهنية. بعد عشرين عامًا على فرارها من الإبادة الجماعيّة، يُطلب منها الانضمام إلى منتخب رواندا الوطني لكرة السلة. تثير هذه الرحلة ذكريات مدفونة لماضٍ مؤلم: المنفى، وصمت العائلة، وألم الهويّة الممزقة. يستعرض الفيلم، من خلال نظرتها، المواجهة بين الذاكرة والحاضر من جهةٍ، وبين أمة مُنهكةٍ بالجراح المأساوية ورواندا المعاصرة التي تضج بالحياة والإبداع من جهة أخرى.
تكمن قوة فيلم “كويبُوكا، تذكَّر” في تناوله الدّقيق للصدمة العابرة للأجيال، مع تسليط الضوء على الأمل الجماعي. ومن خلال الموازنة بين الحميمية والتاريخ، يتخطى الفيلم الدراما الشخصية ليقدم قصة عالمية عن الصمود.
LATE SHIFT
سويسرا، ألمانيا
إخراج: بيترا فولبي
يُقدم فيلم “مناوبة متأخرة”، تحية “بيترا فولبي” لمقدمي الرعاية، ببراعة تتسم بالقوة والإعجاب. يقود الفيلم أداء دقيقًا ومُتقنًا من ل”يوني بينيش”، ويُعدّ الفيلم بمثابة مناشدة للتعاطف، بالإضافة إلى كونه قصة آسرة عن يوم في حياة عاملة في المستشفى.
“فلوريا بينيش” هي ممرضة في جناح جراحة يعاني من نقص في الموظفين، حيث توازن بين المطالب المستمرة لمرضاها — الطبية والعاطفية — وهي تعلم أن كل قرار تتخذه (أو تُهمله) يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.
تتحرك “فلوريا”، و”كاميرا فولبي”، باستمرار نحو الشاشات التي تُطلق صفير الإنذار، وعربات الإسعاف في أرجاء الجناح الضيقة. وبصفته الفيلم المرشح لجوائز الأوسكار عن سويسرا، يقدم فيلم “مناوبة متأخرة” دراما عالية، وسؤالًا لاذعًا: من سيهتم بمقدمي الرّعاية.
“كولونيا”
مصر
إخراج: محمد صيام
تتكشف ملحمة شعرية مشحونة بالتوتر على مدار ليلة واحدة، حيث يتواجه أبٌ وابنه، وكلاهما يسعى لتصفية حسابات قديمة. ينحصر الصّراع داخل شقّة واحدة، وسرعان ما يتصاعد هذا اللقاء العاطفي الخام، كاشفًا عن مستويات علاقة متوترة ومثقلة. تفرض هذه الدراما العائلية تساؤلًا مؤثرًا وعميقًا: لو مُنحت ليلة أخيرة مع شخص عزيز فقدته، فهل ستختار الانتقام أم المصالحة؟ بفضل الأداء القوي، يعد الفيلم استكشافًا حساسًا، وحميميا، وعميقًا للرابط المعقد والدائم بين الأب والابن.
NORMAL
الولايات المتحدة، كندا
إخراج: بن ويتلي
ليلة الحساب في فيلم “عادي” بما تحمله من إثارة واشتباكات دامية، تلتقي فيها الثقافة الغربية بالشرقية، هي ليلة مظلمة، ومضحكة بعبثية، وغارقة في أجوائها الخاصة التي تمزج بين حساسية أفلام الدرجة الثانية بمستوى مشاهدة أفلام الدرجة الأولى. يعود “بين ويتلي” إلى أسلوبه الساخر والقوي، الذي ظهر في فيلمه “فري فاير” ليُخرج “بوب أودنكيرك” (أفلام “بيتر كول سول” و”نوبودي”) من سيناريو شارك في كتابته “أودنكيرك” ومُبتكِر سلسلة “جون ويك” “ديريك كولستاد”.
تجري الأحداث في منتصف الشتاء، حيث يؤدي “أودنكيرك” دور “يوليسيس”، وهو شريف هادئ وغافل إلى حد ما، يعمل بشكل مؤقت في بلدة صغيرة في ولاية مينيسوتا، حيث الأمور بالتأكيد ليست كما تبدو عليه. يتم التمهيد لذلك بقوة، من خلال مقدمة شديدة العنف، تُظهر مواجهة بين عصابات الياكوزا في أوساكا.
PRIMAVERA
إيطاليا، فرنسا
إخراج: دامين ميكيليتو
“بريمـافيرا” هي قصة مؤثرة، تدور أحداثها في مدينة البندقية التي أُعيد إحياؤها ببراعة، وهي حكاية عن الفن والموسيقى، والفرصة والقمع. تنقلنا دراما “داميانو ميكيليتو” إلى مُستشفى الشّفقة (Ospal lla Pità) في أوائل القرن الثامن عشر، وهو دار للأيتام، حيث تؤدي الفتيات الموهوبات موسيقيًّا أعمالًا جديدة، كجزء من أوركسترا مُدرّة للرّبح. وعندما يتمّ تعيين “أنطونيو فيفالدي”، يكتشف موهبة “سيسيليا” الواضحة، ويجعلها عازفة الكمان الأولى، إلا أنّ مصيرها قد حُدد منذ فترة طويلة.
تلعب “تيكلا إنسوليا” دور “سيسيليا” بحنان يخترق الزمن — فمأزقها يتردد صداه عبر العصور. وعلى الرغم من أن القصة ليست وقائعية بالكامل، فقد درس “فيفالدي” في المُستشفى لمدة 40 عامًا، لذا الفيلم مبني على رواية أدبيّة يتردد صداها مع جوهر الحقيقة هنا.
SAIPAN
إيرلندا، المملكة المتحدة
إخراج: ليزا باروس دي سا، غلين ليبورن
إن التوترات التي أحاطت بمحاولة إيرلندا التأهل لكأس العالم لكرة القدم 2002، هي توترات عالمية تشمل أية دولة تجرأت على الأمل في تحقيق المجد الكروي. أضف إلى هذا المزيج، شخصية “روي كين” الفريدة، وستحصل على دراما مثيرة، ومضحكة، ومتوترة.
THE FURIOUS
هونج كونج
إخراج: تانيغاكي كينجي
إنها ملحمة فنون قتالية من مصمم المعارك الذي تحول إلى مخرج “تانيغاكي كينجي”. يجمع فيلم “الغاضب” نخبة من نجوم آسيا — بمن فيهم “شي مياو” (ذو نيو لييدخينت أوف شاولين)، و”جو تاسليم” (ذو ريْد: ريدامبشن)، و”جيجا يانين”، و”يايان روهيان” — في صراع وحشيّ وعاطفيّ في آن من أجل العدالة. تدور أحداث الفيلم في دولة لم يُذكر اسمها في جنوب شرق آسيا، وهي تتقصى رحلة أب وصحفي يتحديان عصابة للاتجار بالبشر، بحثًا عن أحبّائهم المفقودين. الفيلم من إنتاج “بيل كونغ” (كراوتشينغ تايغر، هيدين دراغن).
“المستعمرة”
مصر
إخراج: محمد رشاد
عندما يلقى والد “حسام”، الشاب في الثالثة والعشرين من عمره، حتفه في حادث مروّع داخل المصنع، تُقدّم إدارة المصنع صفقة: وظيفة لـ”حسام” وشقيقه الأصغر “مارو” (12 عامًا)، مقابل طمس الحقيقة. ومع وجود سجل جنائي، وأم بحاجة لمن يُعيلها، لا يملك “حسام” خيارًا يذكر سوى القبول بالوظيفة، حتى مع إصرار شقيقه على العمل إلى جانبه. يجد “حسام” نفسه ممزقًا بين اتجاهات متعددة: حقيقة وفاة والده، وعلاقة حبّ أولى مع زميلة تختفي فجأة، والسمعة المظلمة لمجتمعه.
“THE SECRET AGENT”
ألمانيا وفرنسا والبرازيل وهولندا
إخراج: كليبير ميندونكا فيلهو
أحكموا ربط أحزمة الأمان: فالبرازيل تمرّ في خضم ديكتاتورية عسكرية، والأكاديمي اليساري “مارسيلو” (فاغنر مورا(أصبح مطاردًا، ويتّجه إلى مدينة ريسيفي بصحبة ابنه الصغير. وبمجرد وصوله إلى هناك، يتوجّب عليه تأمين أوراقه الرسمية؛ والتفوق على مجموعة الأشرار، والسيناريوهات المليئة بالمخاطر التي وضعها في طريقه المخرج “كليبر ميندونسا فيلهو”.
تدور أحداث الفيلم في عام 1977، وهو مليء بالمفاجآت، حيث يتناوب بين مشاهد سينمائية ثانوية، وبعض السخرية الهادفة، وخطوط زمنية، ووجهات نظر متضاربة. إنه دراما سياسيّة حادة، تقدم رحلة مسلية ومشوقة، وفاز عنها كل من “مورا” و”فيلهو” بجائزة أفضل ممثل، وأفضل مخرج على التوالي في مهرجان كان هذا العام. وهو أيضًا الفيلم الذي قدمته البرازيل للمنافسة في جوائز الأكاديميّة الأمريكيّة الأوسكار.
ERUPCJA
الولايات المتحدة الأمريكية، بولندا
إخراج: بيت أوس
جَهِّز حقائبك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في وارسو، بولندا، بصحبة طاقم من الشخصيات المتنوعة التي تتقاطع وتتواصل، وتُعيد التواصل عند منعطفات محورية.
“بيثاني” (تشارلي إكس سي إكس) في عطلة رومانسية مع “روب” (ويل مادن)، الذي يخطط لخطبتها، إلا أنها لم تكن صادقة تمامًا بشأن ماضيها، أو صداقتها مع “نيل” (لينا غورا) بائعة الزهور. في كل مرة يلتقيان فيها، يقع حدث مُزلزل، أو انفجار يقودهما إلى مسارات مختلفة.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي
يحتفي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بعرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية في مدينة جدة؛ عروس البحر الأحمر. إذ ينطوي البرنامج السينمائي للمهرجان على فئات وأقسام متنوعة من الأفلام من جميع أنحاء العالم، تبدأ من الكنوز السينمائية الدفينة المرمّمة بأحدث تقنيات العرض، وتنتهي بأفلام المواهب الواعدة. كما يستضيف المهرجان نخبة من المواهب الفنّية وصنّاع الأفلام ومحترفي الصناعة من العالم العربي وباقي أرجاء العالم عبر منصّته، جنبًا إلى العديد من مسابقات الأفلام في الفئات الطويلة والقصيرة، مع احتضان الحفلات الموسيقيّة، واستضافة العديد من الندوات وورش العمل التي تهدف إلى دعم وتنمية وتشجيع المواهب الصاعدة.
