11:17 ص
الثلاثاء 15 يوليه 2025
كتبت- منال الجيوشي
وشهدت الجلسة نقاشًا حيويًا حول تحولات النص المسرحي المعاصر، بمشاركة الكاتب أحمد الملواني، والكاتبة رشا عبدالمنعم، والدكتور رضا عطية، والدكتور محمود سعيد، وأدارها الشاعر والكاتب المسرحي السيد فهيم.
وتناول الدكتور محمود سعيد تجربة الكاتب السكندري ميسرة صلاح الدين من خلال ثلاثيته «ترام الرمل»، «بار الشيخ علي»، و«بير مسعود»، مؤكدًا أن المؤلف نجح في مسرحة المكان من خلال أماكن درامية نابضة، ولغة تحتفي بالفضاء السردي.
وأشار إلى أن الاستخدام الشعري للّكنة السكندرية، وتجهيل الشخصيات، منح النصوص بُعدًا فلسفيًا وجمالياً، يضع المتلقي في قلب الحكاية.
وأكد أن النص الكوميدي اليوم يعاني غياب الكتابة الرصينة، في ظل اعتماد بعض الفرق على النجم والارتجال.
وأشاد الدكتور رضا عطية بتجربة الكاتب محمد أبو السعود التي وصفها بـ”شديدة الثراء”، حيث مزج بين تقنيات السينما والموسيقى والتصوير داخل البناء المسرحي، كما في نص «6 أشباح تبحث عن ظل»، معتبرًا أن الكاتب أعاد تعريف شكل النص المسرحي من خلال تفكيك البنية التقليدية وإعادة صياغتها بلوحات ومؤثرات سمعية وبصرية.
وقدّمت الكاتبة رشا عبد المنعم شهادة نقدية وفنية حول إشكاليات النص المسرحي، معتبرة أنه يقف بين الأدب والعرض المسرحي في منطقة رمادية تُربك عملية النشر والنقد، واستعرضت تجربتها من خلال نص «المرأة الفراشة»، مؤكدة أن التمرد على النمطية هو جوهر العملية الإبداعية.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان «النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب، استعرض عدد من الكتّاب تجاربهم الإبداعية، وهم: الكاتب سامح عثمان، الكاتبة صفاء البيلي، الكاتب محمد السوري، والكاتب محمد علي إبراهيم، وأدار اللقاء الدكتور عبد الكريم الحجراوي.
وشارك الكاتب محمد علي إبراهيم بتجربة بدأت منذ المرحلة الجامعية، متأثرًا بكتاب “البطل بألف وجه”، وتحدث عن نصه “زمكان” الذي جمع بين الأسطورة والخيال الشعبي مثل “أمنا الغولة”، مشددًا على أهمية عناصر اللغة، الحبكة، والشخصيات في أي نص مسرحي.
وتحدثت عن تطور أسلوبها نحو التكثيف، مقارنة بالنصوص القديمة، وانتقدت نمط “ما بعد الدراما” الذي يحصر النص المسرحي في ورقات محدودة قائلة: “لا أستطيع الكتابة دون حكاية”.
يُعد المحور الفكري أحد أبرز فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ18، برئاسة الفنان محمد رياض، ويقام في الفترة من 13 إلى 29 يوليو الجاري بالمجلس الأعلى للثقافة، ويتضمن 11 جلسة فكرية، إلى جانب ندوات المكرمين، ويناقش المحور عدة موضوعات تتقاطع مع مسيرة المسرح المصري، مثل: أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، التوجه المؤسسي، جماليات الجسد، تحولات الفضاء المسرحي وآليات الإنتاج، أشكال الخطاب النقدي، ويشهد مشاركة نخبة من نقاد وأساتذة المسرح والتاريخ، بهدف فتح أفق للحوار حول تحولات النص والعرض والوعي المسرحي في مصر.