كتب : منى الموجي
03:56 م
23122025
استقبل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية مساء أمس الاثنين 22 ديسمبر، احتفالية خاصة بمناسبة مرور 115 عاما على ميلاد الأديب العربي الكبير على أحمد باكثير، نظمتها مؤسسة حضرموت للثقافة، بالتعاون مع ضي للثقافة والإعلام، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين والشخصيات العامة.
115 عاما من التأثير
جاءت الاحتفالية التي قدمتها الإعلامية سالي سعيد تحت عنوان “علي أحمد باكثير.. 115 عامًا من التأثير”، واستهدفت تسليط الضوء على المسيرة الإبداعية للأديب الراحل، الذي يُعد أحد أبرز رموز الأدب العربي في القرن العشرين، وترك أعمالًا خالدة في الرواية والمسرح والسينما، شكّلت وجدان أجيال متعاقبة، بالإضافة إلى إطلاق جائزة سنوية باسمه قيمة الجائزة 10000 دولارًا أمريكيًا.
الحضور
وشهدت الفعالية حضور عدد من الفنانين والشخصيات البارزة: الفنانة رانيا فريد شوقي، والفنان محسن منصور، والفنان ميدو عادل، إلى جانب الكاتب الكبير محمد سلماوي، ومخرج عرض الختام أحمد فؤاد، والفنان محمد فهيم، والفنان نور محمود، في أمسية ثقافية احتفت بالكلمة والإبداع العربي.
إطلاق جائزة
وافتُتحت الفعالية بكلمة زياد باسمير، رئيس مؤسسة ضي للثقافة والإعلام، الذي أعرب عن اعتزازه بتنظيم هذه الاحتفالية، مؤكدًا أن التحضير لها استغرق وقتًا وجهدًا كبيرين.
وعقب كلمته، تم الإعلان رسميًا عن إطلاق الجائزة السنوية، تلاه عرض فيديو توثيقي استعرض فكرة الجائزة وأهدافها ومسيرتها الثقافية.
ويترأس اللجنة العليا للجائزة الكاتب والأديب الكبير محمد سلماوي، وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف دولار أمريكي.
تُمنح الجائزة في أحد المجالات الرئيسية التي تعكس تنوع تجربة باكثير الأدبية، وتشمل: الشعر، الكتابة المسرحية، الرواية، الترجمة الأدبية، النقد الأدبي.
فيلم وثائقي
من جانبه، ألقى الدكتور عبدالله بانخر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت للثقافة، وعضو مجلس المؤسسين كلمته، ورحّب بالحضور، وقال: “نلتقي مساء اليوم في قلعة الإبداع والمجد لكل المبدعين، ونسعى دائمًا لتمكين الشباب ودعمهم، ليقدموا إبداعهم بشكل قوي ومؤثر”.
وأكد “بانخر” أن الاحتفال يكرّم شخصية إبداعية استثنائية، قائلًا: “نحتفل اليوم بالرجل الذي بدأ من مصر وانتقل إلى العالم أجمع، باعتدال ووسطية لم نشهد لهما مثيلًا. هذه الاحتفالية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي مشروع يُخطط له منذ وقت طويل”.
وأشار إلى إنتاج فيلم وثائقي عن مسيرة “باكثير”، تم عرض جزء منه خلال المؤتمر الصحفي، على أن يُعرض العمل كاملًا لاحقًا عبر القنوات التليفزيونية، معربًا عن سعادته بالحضور الكبير من الضيوف والمثقفين. كما لفت إلى تزامن تجربة باكثير مع نجيب محفوظ في الزمن نفسه، وحتى على مستوى الجوائز الأدبية.
محمد سلماوي
ومن جانبه، ألقى الأديب الكبير محمد سلماوي، رئيس الجائزة، كلمة أكد فيها القيمة الرمزية والثقافية للاحتفاء، قائلًا: “أشكر الدكتور عبدالله بانخر في هذا المساء الذي تنتصر فيه الكلمة. نحتفي اليوم باسم لم يكن عابرًا في الأدب العربي، وأعماله دليل واضح على مكانته المختلفة”.
وأوضح “سلماوي” أن “باكثير” لم يكن كاتبًا يسعى لإشباع الذات، بل صاحب رسالة آمن بأهمية الكلمة، وجاء إلى الأدب محمّلًا بثقافة واسعة وروح قلقة تبحث عن المعنى، فكتب الشعر والمسرح والرواية والنقد الأدبي، وأنجز ترجمات مهمة، ما أثبت أن الإنسان العربي قادر على تحويل المعرفة إلى فعل حضاري مؤثر.
وأضاف: “تميّز (باكثير) بجرأة فكرية نادرة، واستفاد من التراث الثقافي، وكان مؤمنًا بالحداثة. وفي أعماله، لم يكن التاريخ مجرد سرد للوقائع، بل مرآة للواقع ووسيلة لاستشراف المستقبل”.
وأشار إلى خصوصية لغته الأدبية، مؤكدًا أنها كانت عميقة دون تكلف أو غموض، مشغولة بالمعنى والنغم والموسيقى، تجمع بين فصاحة التراث وحداثة المعاصر، لتصل إلى القارئ والمشاهد في آن واحد.
وأكد أن أعماله جعلته شاهدًا على عصر مصيري في تاريخ الأمة العربية، منحازًا للإنسان في صراعه ضد القهر والظلم، وجعل من الأدب فعلًا إنسانيًا كبيرًا، حيث تشبعت أعماله بالأسئلة الكبرى حول الحرية والعدل والهوية والمصير، وكان الإيمان بالقومية العربية ركيزة أساسية لديه، لا كشعار سياسي عابر، بل كوعي حضاري عميق.
تكريمات
شهدت الاحتفالية تكريم عدد من الرموز الفنية البارزة التي شاركت في رحلة “باكثير” الفنية: كرّمت المؤسسة اسم الفنان حسين رياض، واسم الفنان أحمد مظهر، وكُرّم اسم الفنان محمد عوض، كما تم تكريم الفنانة لبنى عبدالعزيز، والفنانة سميرة أحمد.
متحف باكثير
وتضمن ختام برنامج الاحتفالية عرضًا مسرحيًا بعنوان “متحف باكثير”، من دراماتورج وإخراج أحمد فؤاد، قُدِّم برؤية معاصرة تستلهم أعمال علي أحمد باكثير الأدبية والفنية، بمشاركة 36 فنانًا من مركز الإبداع الفني وأكاديمية الفنون وحضرموت.
واستعرض العرض عددًا من أبرز أعمال باكثير التي تحولت إلى أعمال مسرحية وسينمائية، من بينها “واإسلاماه”، “الشيماء”، “سلامة”، إلى جانب مسرحيات مثل “جلفدان هانم”، “قطط وفئران”، “الحاكم بأمر الله”، وغيرها، مع تسليط الضوء على الشخصيات التاريخية والأسطورية التي تناولها الكاتب في أعماله، في معالجة جمعت بين العصور المصرية القديمة والإسلامية والحديثة.
“متحف باكثير” من بطولة معتصم شعبان، محمد الدمراوي، نور صالح، محمد عادل، فادي رأفت، نسمة عادل، آيه خلف، محمد سعيد، سيف أشرف، هاجر البديوي، أمنية بكر، فاطمة عماد، ومن حضرموت حسن عرفان ومجموعة من فريق مسرح حقوق.
العرض من إنتاج مؤسسة حضرموت للثقافة، وإشراف عام دكتور عبدالله بانخر، المنتج المنفذ أحمد فؤاد، مدير المشروع محمد مبروك، المنتج الفني أحمد الشاذلي، ديكور عبدالمنعم المصري، موسيقى أحمد كيكار، أزياء أميرة صابر، إضاءة ياسر شعلان، أداء حركي محمد بيلا.
