“بعد مشاهدتها 15 فيلما”.. ماذا قالت ماجدة موريس عن مهرجان الجونة بدورته السابعة؟
03:14 م
الجمعة 01 نوفمبر 2024
كتبت-نوران أسامة:
عبرت الناقد ماجدة موريس عن إعجابها بما قدمته الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي بعد مشاركتها ومتابعتها للأفلام والفاعليات التي شهدتها.
وكتبت موريس، عبر حسابها على فيسبوك: “في مهرجان الجونة.. أنت، والسينما، والعالم كله.. ليس من الصعب أن يعرف كل منا أخبار العالم من الإعلام، ولكن من الصعب أن نعرف كيف يعيش الناس في هذا العالم، وكيف تمضي الحياة بهم، وما الذي تغير فيهم على كل المستويات، وهذا هو ما تفعله السينما، خاصة الأفلام المبدعة التي يصنعها سينمائيون كالاطباء، باحثون عن أوجاع الناس، ومدققون فيها، وهو ما يلهم المتابعون أي جمهور هذه الأفلام لأفكار كثيرة أو حلول” .
وتابعت: “في مهرجان الجونة المتواصل الآن منذ ٢٤ أكتوبر عشرات الأفلام المهمة منها ١٥ فيلما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بينها أفلام مدهشة كما رأيتها مثل (السلام عليك يا ماريا ) الإسباني الذي يقدم مسيرة امرأة تكتشف بعد عمر وجهد كبير لتنظيم حياتها أن عليها أن تبدأ من جديد، ومثل فيلم (الجميع يحب تودا) المغربي الذي يقدم رحلة امرأة تركها الزوج وطفلهما الذي يعاني من عدم الكلام وتحاول الأم العمل كمغنية شعبية أو (شيخة ) كما يطلقون عليهن، ولكنها تواجه معاناة متجددة من الشيخات المنافسات، ومن الرجال الطامعون فيها حتى يأتيها الحل ممن لم تتوقع أبدا، ولتقرر البحث عن عمل آخر ومدرسة تقبل طفلها وتعلمه القراءة والكتابة حتى يقود نفسه بنفسه” .
من (احكيلهم عنا ) إلى(طاردة العشيقات )”.
واستكملت:”الهجرة إلى خارج الوطن لا تترك الانسان علي حاله، وإنما تضيف إليه، وتأخذ منه، وهو ما قدمه فيلم وثائقي هو (احكيلهم عنا ) للمخرجة رند بيروتي يقدم حياة مجموعة فتيات سوريات وكرديات مهاجرات إلى ألمانيا، وكيف يعشن حياة مختلفة كثيرا ، وكيف يواجهن عادات وتقاليد، وأحيانا رفض لسلوكهن وأنواع من التمييز المقنع ضدهم، وفي فيلم ثاني للمخرجة أنس زواهري بعنوان (ذاكرتي مليئة بالأشباح ) رسالة ترثي مدينة حمص السورية الجميلة التي اصبحت الآن مدينة مدمرة يعاني سكانها من كل شيء ،أما فيلم (طاردة العشيقات ) الصيني، للمخرجة إليزابيث لو، فيقدم فكرة فيها إنسانية لأجل الحفاظ علي الحياة الزوجية من خلال بطلته وانج التي تقوم بمطاردة عشيقات الرجال المتزوجين لتركهم ، وإتاحة الفرصة لهم للعودة لزوجاتهم، وهناك أفلام أخرى مهمة في مسابقة الفيلم الوثائقي التي أصبحت الآن من أهم مسابقات المهرجانات في العالم لتقديمها قصص من الحياة بدون اللجوء للكتابة الدرامية ،ولهذا امتلأت قاعة العرض الكبري بجمهور الفيلم المصري (رفعت عيني للسما ) بحضور مخرجيه ندى رياض وأيمن الأمير والذي قدم تجربة حدثت في قرية البرشا في صعيد مصر وكيف أقامت مجموعة فتيات بها مسرح في الشارع استطاع ان يجتذب إليه الكثيرين من الفتيات والشباب، وحتي الآباء والأمهات” .
حبيبي،،برج الرومي
وأضافت:”البرنامج الرسمي خارج المسابقة هو أحد أهم البرامج في المهرجان لأنه يقدم الأفلام الفائزة في المهرجانات الأخري، ومن هنا قدم مهرجان الجونة مجموعة من أهم هذه الأفلام منها الفيلم الألماني (الاحتضار ) للمخرج ماتياس جلاس الذي يقدم قصة عائلية قد تحدث في أي مكان، ولكن بتفاصيل مهمة، قد لا تقدمها أفلام في بلاد وأماكن أخري، وتبدأ القصة من الأب المريض والذي يتحرك بصعوبة وسط رعاية زوجته ليزي لتي تتتركه هربا من هذه الرعاية التي تتحول الي عبء، لكنها تواجه أمراضاً تتزايد هي الأخرى ولا يستطيع الأبناء رعايتها أيضا، بل أنهم يقعون في مشاكل حقيقية، وكأنه عقاب إلهي ،مثل الابنة إيلين التي يهجرها زوجها وتقع في علاقة غير شرعية تصل بها إلى الجنون، أما توم الموسيقار وقائد الأوركسترا فيعيش أزمات متلاحقة، تصل به إلى تأليف مقطوعة با سم (الموت ) بعد وفاة صديقه مؤسس الأوركسترا، ليمضي بعدها وحيدا بلا رفيق في إشارة واضحة علي موت العلاقات العائلية والإنسانية لدى البعض في زمننا الحالي، ومن أفلام هذه المسابقة أيضا فيلم نرويجي للمخرجة ليليا انجولف هو (حبيبي ) الذي يقدم قصة امرأة مطلقة تقابل حب جديد ويتزوجان ولكنهما يختلفان بعدها حين تكتشف أن الزوج الجديد كالقديم مشغول بعمله فقط بينما تقع عليها كل الأعباء، وتشعر هي بأن عليها أن تقوم برحلة لاكتشاف ذاتها أولا وماذا تريد من الحياة ، أما فيلم (برج الرومي ) التونسي للمخرج المنصف ذؤيب فيقدم قصة تعود إلى سبعينات القرن الماضي عن سجن قديم أقام به سجناء سياسيين من مؤيدي الثورة علي الحبيب بورقيبة، والمتهمين بالشيوعية، وحيث تتعامل معهم السلطات بأساليب مختلفة قبل أن تطالبهم بكتابة خطاب اعتذار للرئيس فيرفضون جميعا إلا واحد منهم فهل يختلف مصيره عنهم ؟
واختتمت:”بالطبع يقدم المهرجان أنشطة أخرى مهمة، أولها زمنيا هو تكريمات الافتتاح مثل جائزة الإنجاز الإبداعي للممثل القدير محمود حميدة، والذي عرضت له مجموعة أفلام ، وجائزة المبدعة ناهد نصر الله مصممة الملابس الكبيرة، وتكريم المخرجان اللبنانيان جوانا حاج توما وخليل جريج، كما أضاف المهرجان هذا العام جائزة (نجمة الجونة الخضراء ) للأفلام التي تدور حول البيئة، إضافة لبرنامج عن السينما الفلسطينية ، وأيضاً أقام المهرجان مسرحا مخصصا للحوارات مع كل العاملين في السينما من كتاب ومخرجين وممثلين إلى كل المتخصصين فيما يخص السينما، واأضاً معرض للصور السينمائية التي قدمها المصور الكبير (محمد بكر ) الذي بدأ تصوير الأفلام من الخمسينات، والذي أضاف معرضه الكثير لدي رواد المهرجان عبر الصور التي قدمها لكل نجوم السينما تقريبا علي مدى ما يزيد عن نصف قرن، وهناك أنشطة أخرى تضم جوائز لأصحاب المشروعات الجديدة والذين يأملون في دعم المهرجان لها من خلال برنامج (سيني جونة )، الجونة مهرجان تتجاوز أنشطته واجتهاد فريق العمل به عمره القصير وهو ما نحتاجه الآن وبشدة .
ويختتم المهرجان دورته السابعة مساء اليوم الجمعة بحضور عدد كبير من نجوم الفن من حول العالم.