كتب- مصطفى صلاح

في حلقة فنية خاصة من برنامج “واحد من الناس” مع الإعلامي د. عمرو الليثي على شاشة قناة الحياة، كشف الموسيقار عادل حقي كواليس عمله في تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم “المنبر”، مؤكدًا أن هذا العمل يُعد خطوة مهمة في مشواره الفني، ومحطة مختلفة في مسيرته الممتدة مع كبار نجوم الغناء، وعلى رأسهم النجم عمرو دياب.

وقال حقي: «قدمت عبر سنوات طويلة أعمالًا موسيقية مع نجوم كبار، لكن تجربة المنبر كانت استثنائية لأنها تمسّ روح الوطن والدين في آنٍ واحد، وتتناول الأزهر الشريف كمنارة علمية وروحية حملت رسالة التسامح عبر التاريخ».

وأوضح أنه لا يعتمد على قراءة النصوص الورقية عند تأليف موسيقاه، بل يفضل الجلوس مع المخرج والتحاور معه ليستلهم رؤيته البصرية، مضيفًا: «جلست مع المخرج أحمد عبدالعال وتناقشنا طويلاً في تفاصيل الفيلم، وبدأت من إحساسي بكلماته أبحث عن روح الأزهر داخل اللحن».

وتابع: «كنت أريد أن تكون الموسيقى مثل المئذنة، ترتفع بهدوء لتصل إلى القلب قبل الأذن، لذلك لم أتعامل معها كتعبير درامي فحسب، بل كصوتٍ للأزهر نفسه، يروي تاريخه بنغمةٍ صادقة».

وأشار حقي إلى أن أكثر المشاهد التي تأثر بها خلال العمل كان مشهد دخول الحملة الفرنسية إلى الأزهر الشريف، موضحًا أنه استغرق منه وقتًا طويلًا في البحث والدراسة الموسيقية: «أردت أن أجعل الصوت حقيقيًا، فبحثت عن الآلات المستخدمة في عصر نابليون لأعيد إنتاج النغمة بروح الزمن».

وأضاف مبتسمًا: «كنت متأثرًا جدًا بأداء الفنان عمر السعيد في أحد المشاهد حتى إنني قلت له بعد التصوير “كرهتك من صدقك”!، وهذه الحالة الانفعالية هي ما تمنح الموسيقى نبضها الحقيقي».

وأكد حقي أن الفيلم مثّل له تجربة روحانية فنية نادرة، قائلاً: «كل نغمة وضعتها كانت بمثابة دعاء، وكل لحن أردت به أن يليق بمقام الأزهر، تلك المؤسسة التي حملت مشعل العلم والنور للعالم الإسلامي».

واختتم تصريحه قائلاً: «أعتبر المنبر علامة في تاريخي الفني، لأنه فيلم له رسالة وقيمة، لا يسعى للربح التجاري بقدر ما يقدم فناً راقياً يليق بالأزهر الشريف وبمصر».

يُذكر أن فيلم “المنبر” من تأليف فداء الشندويلي، وإخراج أحمد عبدالعال، وبطولة محمد عادل (ميدو عادل)، أحمد حاتم، أحمد فهيم، عمر السعيد، أيتن عامر، كمال أبو رية، وسامح الصريطي. وتدور أحداثه حول عدد من مشايخ الأزهر الشريف الذين اعتلوا منبره العظيم عبر التاريخ، ودورهم الوطني في الدفاع عن هوية الوطن والدين.

شاركها.