سرطان القولون: الأعراض، التشخيص، والعلاج
يُعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث يصيب الأمعاء الغليظة (القولون) التي تقع في نهاية الجهاز الهضمي. هذا النوع من السرطان غالبًا ما يتطور ببطء على مدى سنوات طويلة من زوائد صغيرة حميدة تعرف بالسلائل، والتي تتحول مع الوقت إلى أورام سرطانية. في هذا المقال، نستعرض الأعراض المرتبطة بسرطان القولون، وأساليب التشخيص المتاحة، وكذلك خيارات العلاج المختلفة.
أعراض سرطان القولون
تتنوع أعراض سرطان القولون، وقد لا تظهر في المراحل المبكرة، مما يصعّب الكشف عنه. لكن مع تطور المرض، قد يبدأ المريض بملاحظة بعض الأعراض التالية:
- تغير في عادات الأمعاء: تشمل الأعراض تغيّرًا في طبيعة وعدد مرات التبرز، مثل حدوث إمساك أو إسهال مستمر لا يختفي بالعلاجات العادية، وقد يظهر على شكل تباين في حجم وشكل البراز.
- وجود دم في البراز: يُعتبر من أبرز العلامات التحذيرية، وقد يظهر الدم أحيانًا باللون الأحمر الفاتح أو على شكل براز داكن جدًا.
- آلام وانتفاخات في البطن: يشعر بعض المرضى بآلام متكررة في منطقة البطن، وقد تكون مصحوبة بانتفاخ أو تشنجات، وتزداد سوءًا مع مرور الوقت.
- فقدان الوزن غير المبرر: يعد فقدان الوزن المفاجئ وبدون سبب واضح مؤشرًا محتملاً على وجود سرطان القولون.
- تعب وضعف عام: يشعر المريض بإرهاق مستمر نتيجة استهلاك الخلايا السرطانية للطاقة، وقد يكون أيضًا نتيجة فقر الدم الناتج عن النزيف المستمر في القولون.
تشخيص سرطان القولون
يعد الكشف المبكر عن سرطان القولون مهمًا، حيث يزيد من فرص نجاح العلاج. تشمل إجراءات التشخيص المتبعة:
- تنظير القولون: يُعد هذا الفحص من أكثر الفحوصات فعالية في الكشف عن سرطان القولون، إذ يتم إدخال أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا عبر المستقيم لفحص القولون بأكمله والبحث عن أي زوائد أو أورام.
- فحص القولون بالأشعة المقطعية: تُعرف هذه التقنية بـ”تنظير القولون الافتراضي”، حيث تُستخدم الأشعة المقطعية للحصول على صور تفصيلية للقولون، وتعتبر بديلاً مناسبًا لبعض المرضى.
- اختبارات البراز: قد يُطلب من المريض إجراء فحوصات للبراز، حيث يُستخدم للكشف عن وجود دم مخفي أو مواد كيميائية تشير إلى وجود زوائد أو خلايا سرطانية.
- الاختبارات الجينية: تُجرى أحيانًا لتحديد وجود طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، مما يساعد على تحديد العلاج الأنسب.
علاج ووقاية سرطان القولون: خيارات طبية ونصائح للحد من المخاطر
تعتمد خطة علاج سرطان القولون على عوامل مثل مرحلة المرض وموقعه والحالة الصحية العامة للمريض، وتشمل الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا المتبقية، والعلاج الإشعاعي لتقليص الورم، والعلاج المناعي لتحفيز الجهاز المناعي. للوقاية، يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالألياف والخضروات، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول، إضافة إلى إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر، خاصة للأشخاص فوق سن الخمسين أو لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض.
مؤسسة الحسين للسرطان
تُعتبر مؤسسة الحسين للسرطان إحدى أبرز المؤسسات في الشرق الأوسط المتخصصة في علاج ورعاية مرضى السرطان، وتقديم خدمات شاملة لدعم المرضى وأسرهم. تأسست المؤسسة بهدف توفير رعاية طبية متقدمة وعالية الجودة لمرضى السرطان، وتركز على الكشف المبكر، والعلاج بأحدث التقنيات، وإجراء الأبحاث العلمية لتعزيز فرص الشفاء. كما تقدم المؤسسة برامج توعوية وتثقيفية تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الوقاية والفحص المبكر للسرطان، بما في ذلك سرطان القولون، مما يساهم في تقليل عدد الحالات الجديدة ورفع نسب الشفاء.
الخلاصة
سرطان القولون مرض خطير يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يُكتشف ويُعالج في مراحل مبكرة. لكن مع التقدم الطبي، بات بالإمكان الكشف المبكر عن المرض ومعالجته بنجاح. توعية الناس بالأعراض وعوامل الخطر، بالإضافة إلى التشخيص والعلاج المتوفرين، تُعد من الأمور الحيوية للحد من انتشار هذا المرض والحد من تأثيراته.