ماهو ارتجاج المخ الذي يحدث عند ممارسة الرياضة؟/ عربي بوست
يتعرضُ الكثير من الرياضيين، خاصة لاعبي كرة القدم، لخطر ارتجاج الدماغ أثناء ممارسة الرياضة. وارتجاج المخ هو إصابة تحدث نتيجة لتأثير قوي على الرأس، ما يؤدي إلى تغييرات مؤقتة في وظيفة الدماغ.
تعتبر هذه الإصابات شائعة في الرياضات التي تتضمن تصادمات جسدية أو ضربات قوية، وقد تكون لها تأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية للرياضيين.
فما هو ارتجاج الدماغ وكيف يمكن تشخيصه بدقة؟ وما هي أفضل طرق العلاج والتعافي؟ وكيف يمكن الوقاية منه أثناء ممارسة الرياضة؟
ما هي أسباب ارتجاج الدماغ؟
الدماغ هو نسيج رخوي محمي بواسطة سائل النخاع الشوكي وغلاف الجمجمة الصلب. عند إصابة الرأس بضربة أو صدمة، قد يتعرض الدماغ للاهتزاز داخل الجمجمة، ما يسبب تحريكه بشكل فعلي. يمكن أن تؤدي الإصابات الرضحية إلى كدمات وتلف الأوعية الدموية والأعصاب، ما يمكن أن ينتج عنه اضطراب في وظائف الدماغ، مثل اضطراب الرؤية وفقدان التوازن والوعي، وهو ما يؤدي عادةً إلى شعور عام بالارتباك.
ووفقاً لموقع web md تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالارتجاج:
- السقوط خاصة بين الأطفال وكبار السن.
- ممارسة الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا.
- نقص معدات السلامة المناسبة أو الإشراف في الرياضات الاحتكاكية.
- حوادث السيارات والدراجات النارية وحوادث الرأس الأخرى.
- التعرض للضرب أو الإساءة الجسدية.
بجانب الضربات المباشرة على الرأس، يمكن أن تحدث الارتجاجات بسبب أجسام غريبة، مثل إصابات أثناء مباريات رياضية أو إصابات في الرقبة أو مناطق النزاعات الحربية.
الإصابة بارتجاج الدماغ عند ممارسة الرياضة
سواء في الرياضات الاحتكاكية أو غير الاحتكاكية، فالرياضيون معرضون لخطر الإصابة في الواقع، فإن أعراض الارتجاج الرياضي مماثلة لأي نوع آخر من الارتجاجات، ولكن العودة المبكرة إلى اللعب قد تزيد من خطر الإصابة بارتجاج آخر. إذا تعرض الرياضي لارتجاج ثانٍ، قد يصبح الشفاء أكثر صعوبةً، وقد يعاني من آثار طويلة المدى مثل الصداع المزمن وصعوبات التعلم، لذلك من الضروري الحصول على موافقة طبية قبل العودة إلى ممارسة الرياضة.
ماهي أعراضه؟
يمكن أن تكون أعراض الارتجاج خفية وقد لا تحدث على الفور. كما يمكن أن تستمر الأعراض لأيام أو أسابيع أو حتى لفترة أطول.
الأعراض الشائعة بعد إصابة دماغية رضية خفيفة هي الصداع والارتباك وفقدان الذاكرة، والمعروف باسم فقدان الذاكرة. وعادةً ما ينطوي فقدان الذاكرة على نسيان الحدث الذي تسبب في الارتجاج.
وقد تشمل الأعراض الجسدية له ما يلي:
- الصداع.
- طنين في الأذنين.
- الغثيان.
- القيء.
- التعب أو النعاس.
- عدم وضوح الرؤية.
كما تشمل الأعراض الأخرى للارتجاج ما يلي:
- الارتباك أو الشعور وكأنك في ضباب.
- فقدان الذاكرة المحيطة بالحدث.
- الشعور بالدوار
وقد يلاحظ الشاهد هذه الأعراض لدى الشخص المصاب :
- فقدان مؤقت للوعي، على الرغم من أن هذا لا يحدث دائمًا.
- التلعثم في الكلام.
- تأخر الاستجابة للأسئلة.
- النسيان، مثل طرح نفس السؤال مرارًا وتكرارًا.
تظهر بعض أعراض الإصابة على الفور. ولكن في بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض لمدة أيام بعد الإصابة، مثل:
- مشاكل في التركيز والذاكرة.
- التهيج وتغيرات أخرى في الشخصية.
- الحساسية للضوء والضوضاء.
- مشاكل في النوم.
- الشعور بالاكتئاب.
- تغيرات في التذوق والشم.
كيف يمكن التعامل مع أعراض الإصابة لدى الرياضيين؟
عند ظهور أعراض ارتجاج الدماغ، من الضروري أن يتجنب الرياضيون العودة إلى اللعب أو الأنشطة البدنية القوية مباشرةً بعد الإصابة. ينصح الخبراء بعدم العودة للأنشطة الرياضية في نفس يوم الإصابة، حتى لو كانت الأعراض خفيفة أو غير واضحة. وحتى في حالة الاشتباه بارتجاج المخ، يجب تجنب العودة إلى الأنشطة التي قد تعرض الرياضيين لخطر الإصابة بارتجاج آخر. وينصحنا موقع mayo clinic بالعودة إلى النشاط البدني يجب أن تتم تدريجياً وتكون تحت إشراف أخصائي رعاية صحية، مع مراعاة أن كل حالة تعتمد على الأعراض الفردية.
فأثناء الارتجاج، ينزلق الدماغ ذهابًا وإيابًا على الجدران الداخلية للجمجمة نتيجةً للحركة القوية التي تحدث إثر ضربة عنيفة على الرأس أو الرقبة أو الجزء العلوي من الجسم. يمكن أن يحدث هذا بسبب تسارع مفاجئ أو تباطؤ في الرأس، مثلما يحدث في حوادث السيارات، أو السقوط من دراجة، أو الاصطدام مع لاعب آخر في الرياضة.
تؤدي هذه الحركات إلى إصابة الدماغ والتأثير على وظائفه، عادةً لفترة قصيرة. في بعض الحالات، يمكن أن تسفر إصابة الدماغ الرضحية الخفيفة عن نزيف داخل الدماغ أو حوله، ما يسبب أعراضًا مثل النعاس المطول، والارتباك، وأحيانًا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. لذلك، من الضروري مراقبة أي شخص مصاب بإصابة في الدماغ في الساعات التالية وطلب الرعاية الطارئة إذا تفاقمت الأعراض.
ما هي المضاعفات التي يمكن ان تحدُث لنا بعد الإصابة؟
يمكن أن تشمل المضاعفات المحتملة مايلي:
- الصداع التالي للصدمة: يعاني بعض الأشخاص من صداع قد يستمر لعدة أيام أو أسابيع بعد الإصابة.
- الدوار التالي للصدمة: الشعور بالدوران أو الدوخة قد يستمر لعدة أيام أو أسابيع بعد الإصابة.
- أعراض ما بعد الإصابة المستمرة: قد يعاني البعض من أعراض مثل الصداع والدوار ومشاكل التفكير التي تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر.
- متلازمة التأثير الثاني: في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي التعرض لارتجاج ثانٍ قبل اختفاء أعراض الارتجاج الأول إلى تورم سريع في المخ، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
كيف يمكن الوقاية من خطره؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بالارتجاج باتباع النصائح التالية:
- ارتداء معدات الحماية المناسبة أثناء ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية، والتأكد من أنها ملائمة ومصانة بشكل جيد.
- ارتداء خوذة عند ركوب الدراجات، الدراجات النارية، أو التزلج على الجليد، أو القيام بأي نشاط قد يؤدي إلى إصابة في الرأس.
- ربط حزام الأمان أثناء القيادة لتقليل الإصابات الخطيرة، بما في ذلك إصابات الرأس.
- تأمين المنزل بإضاءة جيدة وإزالة أي عوائق قد تسبب السقوط.
- حماية الأطفال بتثبيت واقيات النوافذ وسد السلالم.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز قوة العضلات وتحسين التوازن.
المصدر: عربي بوست