ما هي “الكحة النفسية”؟ وكيف يمكن التعامل معها؟/ عربي بوست
“الكحة النفسية“، المعروفة أيضاً بـ”متلازمة السعال الجسدي”، هي حالة تتميز بشعور الشخص بسعال مستمر ومتكرر دون وجود سبب جسدي واضح. في هذه الحالة، يشير مصطلح “الكحة النفسية” إلى أن السبب الرئيسي وراء السعال يكون عوامل نفسية أو عقلية بدلاً من أسباب جسدية مثل العدوى أو الالتهابات.
على الرغم من أن الكحة النفسية قد تبدو غير مفهومة في البداية، إلا أنها حالة حقيقية تؤثر على الكثير من الأشخاص، الذين يعانون من سعال مزعج ومزمن يمكن أن يستمر لفترات طويلة، ما يؤثر على جودة حياتهم اليومية، وقد يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية والاجتماعية.
ويعتبر القلق والتوتر من بين العوامل الرئيسية التي يعتقد أنها تسهم في ظهور الكحة النفسية.
فما هي أسباب الكحة النفسية؟ وما هي الأعراض الشائعة للإصابة بها؟
وكيف يمكن التفريق بين الكحة النفسية والسعال الناتج عن أسباب جسدية؟
ما العلاقة بين “الكحة النفسية” و”المشاكل النفسية”؟
في دراسة قام بها الباحثون لمعرفة الصلة بين السعال المزمن والمشاكل النفسية، لدى 57 مريضاً يعانون من السعال المزمن، حيث قام المرضى بإكمال استبيانات للقلق والاكتئاب في المستشفى، أظهرت النتائج أن 33% من المرضى كانوا يعانون من مستويات قلق غير طبيعية، في حين كانت نسبة 16% تعاني من مستويات اكتئاب غير طبيعية.
كيف يمكن للقلق أن يسبّب السعال؟
عندما نفكر في القلق، نعتبره عادة عرضاً عاطفياً أو عقلياً، لكن يمكن لتأثير القلق أن يظهر أيضاً في أجسادنا المادية. فقد نشعر بالصداع، أو بوخز في العضلات، أو باضطرابات الجهاز الهضمي، فكيف يمكن للقلق أن يؤدي إلى السعال؟
وفقاً لموقع psychcentral فإنّ هناك عدة نظريات من قبل الباحثين تفسّر لنا كيف يؤدي القلق إلى “الكحة النفسية”:
- التنفس القلق: عندما نشعر بالقلق، يصبح تنفسنا غالباً سطحياً وسريعاً، ما قد يسبّب جفاف الحلق أو هيجانه ويؤدي إلى السعال.
- الارتجاع الحمضي: وجدت دراسة نشرها موقع medicalnewstoda أجريت عام 2018 شملت أكثر من 19000 شخص أن القلق والتوتر قد يساهمان في الارتجاع الحمضي، وإذا وصل حمض المعدة إلى المريء، فإنه يمكن أن يسبب السعال.
- الجهاز المناعي: قد يؤدي القلق والمستويات العالية من التوتر إلى تقليل استجابة جهازك المناعي، وهو ما يجعلك أكثر عرضة للالتهابات التي يمكن أن تسبب السعال.
- الإجهاد العصبي: يمكن أن يؤثر الإجهاد المزمن على العصب المبهم، وهو عصب مهم يمتد من الدماغ إلى الرئتين، ما يؤدي إلى السعال غير المرتبط بسبب جسدي واضح.
ما هي أعراض “السعال النفسي”؟
هناك ارتباط معقد بين مشاكل الصحة النفسية والسعال النفسي، حيث يمكن لكل منهما أن يؤثر سلباً على الآخر أو يزيد من تفاقم الحالة.
فعلى الرغم من أن القلق قد يسبب في بعض الأحيان السعال النفسي، إلا أن السعال المستمر، سواء كان قابلاً للعلاج أم لا، قد يؤدي أيضاً إلى زيادة القلق.
حيثُ تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض نفسية يعانون بشكل أكبر من السعال ومشاكل التنفس. ومن بين الأعراض الشائعة للأشخاص الذين يعانون من السعال النفسي:
- السعال عند الشعور بالقلق أو التوتر
- خفوت حدّة السعال عند الاسترخاء
- السعال الجاف المستمر
- صعوبة في التنفس دون سعال
- الشعور بالدغدغة في الحلق أو الرئتين، ما يثير السعال
- السعال المستمر دون إفرازات
- صوت السعال النباحي أو التزمير
- عدم وجود سعال أثناء النوم
تتداخل هذه الأعراض في بعض الأحيان مع أعراض أخرى، لذا ينبغي استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
ما هو علاج السعال النفسي؟
قد يشعر بعض المرضى بالإزعاج عند وصفهم بأنهم يعانون من اضطراب نفسي، لذا قد تكون هناك حاجة إلى مناقشة أعراض هذا الاضطراب وعلاجه من قبل مختصّ نفسي.
هناك العديد من الاستراتيجيات التي قد تكون مفيدة عند التعامل مع مريض يُشتبه في إصابته بمتلازمة “الكحة النفسية”، يمكن أن تُستخدم الأساليب التي تركز على السيطرة على الأعراض بشكل شائع في العلاجات السلوكية، حيث يتم تعليم المرضى كيفية تحديد الأحاسيس المتسارعة للسعال وتنفيذ استراتيجيات قمع السعال لمنعه.
ويمكن أن تشمل طرق تقليل القلق:
-التأمل
-اليوغا
-تناول نظام غذائي متوازن
كما أن هناك عدداً من الخطوات التي يمكنك اتّباعها في المنزل لتخفيف السعال المستمر الناجم عن سبب نفسي، وتشمل ما يلي:
- التخلص من العوامل المسببة للتوتر: حاول تحديد العوامل التي تسبب لك التوتر والقلق، سواء أكانت عوامل بيئية أو عوامل نفسية، وحاول التعامل معها بطرق إيجابية. قد تشمل هذه التقنيات تقليل الضغط من العمل، وتحديد الأولويات.
- التمارين التنفسية: قم بممارسة تمارين التنفس العميق والبطيء. اجلس في مكان هادئ وامنح نفسك بضع دقائق للتركيز على التنفس ببطء وعمق، قد تساعد هذه التمارين في تهدئة العقل والجسم وتخفيف التوتر، ما يساعدك على التقليل من الكحة النفسية.
- حاول شرب السوائل الدافئة والمهدئة، مثل شاي الليمون والزنجبيل الدافئ.
- حافظ على رطوبة جسمك وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب الجفاف، مثل الأطعمة المالحة والمشروبات السكرية.
- خذ وقتاً للراحة: يحتاج جسمك إلى وقت للتعافي وإعادة الشحن، احصل على ما لا يقل عن 8 إلى 10 ساعات من النوم ليلاً، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية لبضعة أيام.
المصدر: عربي بوست