06:00 م
السبت 20 سبتمبر 2025
كتب- أحمد الضبع:
بين الفلبين وماليزيا تعيش واحدة من أغرب قبائل العالم، تعرف باسم “الباجاو”، أو كما يطلق عليهم “بدو البحر”.
هؤلاء الناس اتخذوا من البحر وطنًا لهم، بعدما حرموا قديما من حق الإقامة على اليابسة في ماليزيا، فحولوا المياه إلى بيت وحياة متكاملة.
بحسب موقع thevintagenews، يقدر عدد أفراد الباجاو بأكثر من مليون شخص، يعيشون في أكواخ خشبية مبنية على ركائز داخل البحر، أو على قوارب صغيرة بدائية الصنع تعرف محليا باسم “بيروج”، وحتى الأطفال الصغار، في عمر أربع سنوات فقط، يتقنون الصيد بالحراب والشباك، ويغوصون لالتقاط الأسماك والأخطبوط والكركند من أعماق المحيط.
حياتهم اليومية تدور بين الإبحار والصيد والتجارة في قرية “سمبورنا” الماليزية، إذ يبيعون ما اصطادوه مقابل الطعام والضروريات، ثم يعودون مع غروب الشمس إلى “قراهم الطافية”.
لكن وراء هذا المشهد البديع هناك وجه آخر أكثر قسوة، فهم يعيشون في واحدة من أخطر المناطق البحرية التي تشهد عمليات قرصنة، وسط غياب شبه كامل للشرطة، وأطفالهم نادرا ما يذهبون إلى المدارس، إذ يقضون معظم حياتهم على القوارب لمساعدة أسرهم في الصيد، ما يحد من فرصهم في مستقبل مختلف.
ورغم هذه التحديات، يتمتع الباجاو بقدرات جسدية مدهشة، فقد أثبتت دراسة لجامعة كوبنهاغن أن لديهم طحالا أكبر بنحو 50% من باقي الشعوب المحيطة، وهو ما يمنحهم قدرة استثنائية على تخزين الأكسجين والبقاء تحت الماء لوقت أطول، يصل أحيانا إلى دقائق عدة على عمق يتجاوز 70 مترا، باستخدام أدوات بسيطة مثل النظارات الخشبية وأحزمة الأثقال.
الأكثر إثارة أن هذه الصفات ليست مجرد نتيجة للتدريب، بل أصبحت جزءا من جيناتهم التي انتقلت عبر الأجيال، في مثال حي على قدرة الإنسان على التكيف الجيني مع بيئته، حتى أن بعض تقارير علمية تشير إلى أن أطفال الباجاو يتمتعون برؤية أفضل تحت الماء، لكنهم قد يصابون بما يشبه دوار اليابسة إذا عاشوا بعيدًا عن البحر.
اقرأ أيضا:
رجل يعيش عامين كاملين بلا نوم.. لغز غريب يحير الأطباء
تقدم طعام القطط لضيوفها.. معلومات عن “أبخل مليونيرة في العالم”
“أم زياد الفلاحة”.. حكاية بنت 15 سنة صنعت نجوميتها من وصفات الأكل
وجه ترامب يثير الجدل.. هل أصيب بسكتة دماغية؟