كتب : أسماء مرسي



06:00 م


13/10/2025


منذ آلاف السنين، لم يكن الحب عند المصريين القدماء مجرد شعور عادي، بل كان جزءا مهما من الحياة والكون، ومرتبطا بالخلق واستمرار العالم.

وسجل التاريخ أول قصة حب معروفة بين الإله حورس والإلهة حتحور، وتحولت هذه القصة إلى تقليد سنوي يحتفل به المصريون في عيد العناق الجميل.

الحب في الفلسفة الروحية المصرية

قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن الحب كان جزءا أساسيا من تفكير المصريين القدماء.

وأوضح في تصريح لـ”مصراوي” أن المصري القديم كان يؤمن بأن الكون لا يمكن أن يستمر دون الحب، وأن القلب هو مركز المشاعر والحياة، لذلك كانت فلسفتهم الروحية تُشبه ما يمكن تسميته بـ”مذهب العشق”.

وأضاف أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن الزمن يولد ويكبر ويموت ثم يعود من جديد، تماما مثل السنة الجديدة التي تُولد من اتحاد رمزي بين اثنين محبين، في زواج يُمثل بداية جديدة وسببا لاستمرار الحياة.

حورس وحتحور.. أول عريس وعروس في التاريخ

كانت قصة حب وزواج حورس وحتحور تعتبر أول قصة حب وزواج في التاريخ، وأطلق عليها المصريون اسم “اللقاء الجميل”.

وكان المصريون يرون أن كل زواج في الحياة يشبه هذا الزواج المقدس، حيث يُعتبر العريس صورة من حورس، والعروس صورة من حتحور.

طقوس الحب ورموزه

الإلهة حتحور ترتدي قلادة خاصة تُسمى “قلادة المينيت”، وكان لونها فيروزي، وهو لون يمثل الحب في مصر القديمة.

وكان اللون الفيروزي هو اللون السائد في معبد دندرة، ويرمز للحب والجمال والإلهية في ثقافة المصريين، ويرتبط ارتباطا قويا بحتحور.

وخلال الاحتفالات الكبيرة، يشارك الكهنة والكاهنات والمحتفلون بتوزيع الطعام، الحلوى، الزيوت العطرية، والدهانات على الجميع.

عيد الحب المصري أو “عيد العناق الجميل”

كان كان لدى المصريين القدماء عيد حب يحتفلون به كل عام، يسمى “حب نفر إن سخن”، أي “عيد العناق الجميل”، وأحيانًا يسمونه “حب نفر إن غِن”، أي “عيد الإبحار الجميل”.

يُقام هذا العيد في شهر أبيب، ويُحتفل فيه بزواج الإلهة حتحور من الإله حورس المنتصر، وتبدأ الاحتفالات في اليوم الرابع قبل ظهور أول هلال في شهر أبيب.

شهر أبيب في التقويم القبطي “المصري القديم” هو الشهر الحادي عشر، ويتوافق مع الفترة من 8 يوليو إلى 6 أغسطس في التقويم الميلادي.

مهرجان يليق بآلهة الحب

شهد الاحتفال بمهرجان الحب في مصر القديمة تنظيما رائعا، حيث وقف جنود الجيش المصري في صفوف منتظمة لتحية الموكب المقدس، رافعين أسلحتهم الرسمية، بالإضافة إلى حمل الشباب أغصان الأشجار الخضراء تعبيرا عن الفرح والاحتفال.

وتوافد آلاف الناس من مختلف أنحاء البلاد إلى ضفاف النيل، متطلعين لرؤية “عين رع” الذهبية، الإلهة حتحور، التي تمثل رمز الجمال والحب الإلهي في الثقافة المصرية القديمة.

قرأ أيضا:

نصيحة كادت تنهي حياتها.. مؤثرة سعودية تحذر من “شات جي بي تي”

أصغر 5 ملياردرات في العالم لعام 2025- أعمارهم ستفاجئك

عناكب مقلية وأخطبوط حي.. أغرب 25 وجبة حول العالم

أغرب مطعم في العالم.. الزبائن يأكلون وهم معلّقون في الهواء

عرض زواج بطائرة هليكوبتر يثير الجدل- (فيديو)

شاركها.