05:00 م
الخميس 24 يوليه 2025
كتبت- أميرة حلمي:
في إحدى قاعات لندن عام 1803، جلس الحضور في حالة ترقّب وقلق. أمامهم جثة لرجل أُعدم شنقًا، ملقاه على طاولة تجريبية، وأسلاك معدنية دقيقة متصلة بجسده.
فجأة، ومع أول صدمة كهربائية، ارتعش الجثمان، واهتز صدره، وانفرج أحد عينيه في مشهد أرعب كل من شهده وأثار الذعر والجدل في آنٍ واحد.
ما بدا كأنه “عودة من الموت” لم يكن ذلك سحرًا أو خيالاً، بل تجربة علمية حقيقية نفّذها فيزيائي إيطالي يُدعى جيوفاني ألديني، أحد أوائل من استخدم الكهرباء لمحاولة إعادة الحياة إلى الأنسجة البشرية.
لم تكن هذه المظاهر مجرد أداء لصناعة الدهشة؛ بل كان “ألديني” يهدف إلى إثبات صحة فرضية أن الكهرباء الحيوانية هي شرط استمرار الحياة أو استرجاع وظائف الأنسجة بعد الموت.
وقد أرجع أهمية هذه الظاهرة إلى إمكانية استعادة وظائف الجسم عند حالات الغرق أو الإغماء باستخدام الكهرباء ، وذلك بحسب Discover magazine.
لم تقتصر إسهامات “ألديني” على عروض الرعب تلك، بل أكّد بعض الأطباء لاحقًا فعالية الكهرباء الحيوية في إعادة تأهيل مرضى نفسانيين ممن عانوا اضطرابات عصبية. وقد اعتُبر ذلك أول توثيق لاستخدام “التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة”.
وعمله هو حجر أساس للتطورات اللاحقة في العلاج بالكهرباء مثل العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) الذي ظهر في ثلاثينيات القرن العشرين، والآن تشمل أجهزة تحفيز الدماغ العميق DSB التي تُستخدم في علاج باركنسون واضطرابات الجهاز العصبي .
نشر ألديني مؤلفات عديدة روى فيها تجاربه الكاملة بالصعق الكهربائي على البشر والحيوانات، وناقش من خلالها إمكانيات الاستخدام العلاجي لتقنية “التحفيز الكهربائي” .
اقرأ أيضا:
لماذا تشعر أن أحدا يراقبك وأنت جالس بمفردك؟ السبب مفاجأة
طعام شهير يسبب جلطات القلب والدماغ.. احذر تناوله
سرطان القلب.. 9 علامات تحذيرية مبكرة احذر تجاهلها
على طريقة أكرم حسني.. جدة للإيجار بـ 1136 جنيه في الساعة
أغرب 5 علاجات تجميلية في التاريخ.. أبرزها فضلات التماسيح