كتبت- شيماء مرسي
الشعور بالانتفاخ لا يقتصر دائما على نوع الطعام أو الشراب، بل هو في كثير من الأحيان إشارة من الجسم إلى وجود عوامل داخلية أخرى.
ويمكن أن يكون نتيجة لتقلبات هرمونية، أو حتى استجابة مباشرة للإجهاد والتوتر الذي نعيشه
وتوضح الدكتورة إيما ديربيشاير، أخصائية التغذية الروسية أن الانتفاخ ليس حالة واحدة، بل يأتي في خمسة أشكال مختلفة، وهي:
انتفاخ الغازات الناتج عن أطعمة مثل الفاصوليا والمشروبات الغازية.
انتفاخ احتباس الماء الذي قد يظهر في الوجه أو الأطراف.
الانتفاخ الهرموني المصاحب لتقلبات الدورة الشهرية.
انتفاخ حساسية الطعام الناتج عن عدم تحمّل بعض المكونات.
الانتفاخ الناتج عن بطء الهضم.
في كثير من الأحيان، لا يكون الانتفاخ سبباً واحداً، بل هو نتاج تداخل لعدة عوامل تعمل معًا. فالجسم قد يتأثر بكل من احتباس السوائل، وتباطؤ حركة الأمعاء المسببة للإمساك، وحتى التوتر والقلق الذي يؤثر على الهضم. كما أن تناول الطعام بسرعة يفاقم المشكلة.
ورغم هذا التعدد، يظل تراكم الغازات المعوية هو المسبب الأكثر شيوعًا والأكثر مباشرة للشعور بالانتفاخ المزعج.
ويتمثل الانتفاخ عادة في شعور بالامتلاء والضغط في البطن، وزيادة مؤقتة في حجمه لدرجة أن الملابس قد تبدو ضيقة رغم ثبات الوزن. وفي الحالات الشديدة، قد يصدر البطن أصواتا مزعجة أو تتكرر حالات التجشؤ والغازات، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
أما بالنسبة للنساء، فتؤكد ديربيشاير أن التغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية تسبب احتباس الماء والرغبة في تناول أطعمة دسمة، ما يؤدي إلى انتفاخ مؤقت. كما يمكن أن تظهر التورمات في الوجه أو الكاحلين بعد الرحلات الطويلة أو تناول بعض الأدوية.
وفيما يتعلق بالأطعمة المسببة للانتفاخ، تشير الخبيرة إلى أن القائمة لا تقتصر على الفاصوليا، بل تشمل:
البقوليات مثل الحمص والعدس.
المشروبات الغازية ومنتجات الألبان.
الأطعمة الغنية بالغلوتين والمحليات الصناعية.
الوجبات السريعة الدهنية والأطعمة الحارة.
وتنصح بتقليل تناول الخضروات الصليبية مثل الكرنب والقرنبيط وبراعم بروكسل لتخفيف الغازات، مؤكدة أن الحل ليس في الامتناع التام، بل في الاعتدال والوعي بما يسبّب الأعراض لكل شخص.
وعن طرق التخفيف السريعة، توصي ديربيشاير بـ:
شرب كميات كافية من الماء حتى في حالات احتباس السوائل.
تناول شاي النعناع لتهدئة المعدة.
ممارسة المشي الخفيف أو وضع كمادات دافئة.
تجنب الملابس الضيقة التي تضغط على البطن.
كما تشجع على تسجيل العادات الغذائية ومراقبة توقيت ظهور الانتفاخ لتحديد مسبباته بدقة، لافتة إلى أن نوبات الانتفاخ قد تزيد أثناء العطلات أو المناسبات بسبب الإفراط في تناول الطعام.
ويمكن الوقاية من الانتفاخ عن طريق ممارسة التنفس العميق وتقليل الكحول والحفاظ على الترطيب وتناول وجبات صغيرة منتظمة، إلى جانب النشاط البدني اليومي.
أما في الحالات التي يستمر فيها الانتفاخ لفترة طويلة أو يتكرر كثيرا، فتؤكد ديربيشاير ضرورة استشارة الطبيب، خاصة إذا ترافق مع أعراض مثل ألم البطن والحمى والدم في البراز أو فقدان الشهية، لأن هذه العلامات قد تشير إلى مشكلات صحية أعمق.