كتب – محمود عبده:



12:00 م


15/10/2025


في ظل البحث المستمر عن حلول فعالة وآمنة لتحسين صحة البشرة ومواجهة مشاكلها المتعددة، برز العلاج بالضوء الأحمر كواحد من التقنيات الحديثة التي حققت اهتماما واسعا في المجال الطبي والتجميل.

وتعتمد هذه التقنية على استخدام ضوء منخفض الطاقة لتحفيز وظائف الخلايا، تعد واعدة في مكافحة حب الشباب وتأخير علامات التقدم في السن، مثل التجاعيد.

الضوء الأحمر لعلاج البشرة

وبحسب “ناشوال جيوغرافيك”، ظهر العلاج بالضوء الأحمر، المعروف علميا بالعلاج الضوئي الحيوي، لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، بعد أن لاحظ الطبيب المجري إندري ميستر صدفة أن تسليط ضوء ليزر منخفض الطاقة على جلد الفئران يحفز نمو الشعر ويسرع شفاء الجروح.

ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه التقنية لتصبح من بين أكثر العلاجات غير الجراحية شيوعا في العناية بالبشرة، حيث تستخدم أجهزة حديثة تعتمد على تقنية LED تباع للاستخدام الطبي والمنزلي على حد سواء.

ويختلف هذا النوع من العلاج عن الليزر عالي الطاقة، إذ يعتمد على أطوال موجية ناعمة من الضوء الأزرق أو الأحمر أو الأشعة تحت الحمراء القريبة، التي تخترق الجلد بشكل عميق دون أن تسبب أي حرارة ضارة.

ويعمل هذا الضوء على تحفيز الميتوكوندريا داخل خلايا الجلد، مما يزيد من إنتاج الطاقة الخلوية “ATP” ويعزز تدفق الدم، ويساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن مرونة الجلد وشبابه.

ويستخدم الضوء الأزرق بشكل خاص لعلاج حب الشباب، حيث يقوم بإنتاج جزيئات تعمل على قتل البكتيريا المسببة له، بالإضافة إلى تقليل الالتهاب. بينما يساعد الضوء الأحمر والقريب من الأشعة تحت الحمراء على إصلاح الأنسجة المتضررة، وتقليل التجاعيد والبقع الناتجة عن التعرض للشمس.

وأكدت دراسات أجريت في جامعات كاليفورنيا وستانفورد فعالية هذه التقنية، لكنها أشارت إلى أن النتائج تتطلب وقتا أطول مقارنة بالعلاجات الطبية المكثفة الأخرى.

يعتبر العلاج بالضوء الأحمر خيارا غير مؤلم ولا يحتاج إلى جراحة، ما يجعله جذابا للكثيرين، إلا أن الدراسات الطويلة المدى حول تأثيره، خصوصا للضوء الأزرق، ما تزال محدودة.

وينصح الخبراء أصحاب البشرة الحساسة باستخدامه بحذر. ويشبه الطبيب دانيال باروليه العلاج بأنه يشبه فنجان القهوة الصباحي لخلايا الجلد، حيث يمنحها تنشيطا يعزز من عمليات الإصلاح الطبيعية.

وعند اختيار أجهزة للاستخدام المنزلي، يؤكد الخبراء ضرورة الانتباه لشدة الضوء المستخدمة، وينصحون بأن تكون شدة الضوء الأحمر لا تقل عن 105 ملي واط لكل سنتيمتر مربع، والضوء الأزرق حوالي 40 ملي واط، كما يفضل الاعتماد على أجهزة معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA” لضمان السلامة والجودة.

ورغم أن الأبحاث مستمرة لتحديد الجرعات والأطوال الموجية المثالية، يبقى العلاج بالضوء مكملا فعالا ضمن روتين العناية بالبشرة، إلى جانب استخدام واقيات الشمس والكريمات المغذية، حيث تتطلب النتائج المثلى الاستمرارية والصبر، لكنها تسهم في تعزيز صحة الجلد وتجديده على المدى الطويل.

شاركها.