الفراعنة قدموه كقربان وحُرم على بعضهم.. حكاية “الفول” مع المصريين القدماء
12:30 م
السبت 02 مارس 2024
كتبت- أسماء مرسي:
منذ عصر المصريين القدماء، اتخذ الفول المدمس هذا الطعام البسيط مكانة خاصة على موائد المصريين، حتى أصبح رمزا للطبق الشعبي الأصيل، فما سر هذا العشق؟
أهمية الطعام في حياة المصريين القدماء
الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، يقول في تصريح خاص لـ”مصراوي” إن الطعام احتل مكانة بارزة في حياة المصريين القدماء، وظل رمزا أساسيا لهويتهم وثقافتهم عبر العصور.
الفول.. طعام الفراعنة
وأشار إلى أن المصريين عرفوا الفول كنبات وزرعوه ووصفوه في بردياتهم وعلى جدران المعابد، لكنهم في البداية لم يستخدموه كغذاء للإنسان، وإنما كان علفا للحيوانات، وكانت زراعته مفيدة للتربة.
تاريخ الفول المدمس
ويعود تاريخ الفول المدمس في مصر إلى عصر الأسرات الأولى، حيث عثر العالم “شفينفورت” على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، كما ظهرت في مدينة طيبة خلال عصر الدولة الحديثة.
وتشير الأوراق الطبية القديمة مثل “إيبِرس” و”هاريس”، إلى الفول بأسماء مختلفة مثل “أوربت” و”أور” و”أوري فور”.
أصل التسمية
أضاف كبير الأثريين أن أصل تسمية الفول “مدمس” مشتق من الكلمة المصرية القديمة “مدس” التي تعني “مدفون”، ويعود ذلك إلى طريقة طهي الفول في العصور القديمة، حيث كان يُدفن في الأرض لفترة طويلة قبل طهيه، كما يرجع إلى طريقة طهيه المُعقدة، حيث يُنقع ويطهى على نار هادئة لفترات طويلة.
الفول في طقوس المصريين القدماء
كان للفول مكانة خاصة في طقوس المصريين القدماء، حيث قدموه كقربان للموتى، وتشير بعض المصادر إلى أن الملك رمسيس الثالث وزّع كميات كبيرة من الفول على مخازن معابد الإله آمون في طيبة.
بين الحظر والاستخدام الطبي
يُروى عن المؤرخ “هيرودوت” أن بعض المصريين حُرموا من تناول الفول، وذلك بسبب صعوبة هضمه وآثاره الجانبية مثل الغازات وعسر الهضم، وآلام المعدة.
آثار تدل على تاريخ عريق
عُثر على بذور الفول في مواقع أثرية مثل سقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، كما تُظهر نقوش مقبرة رخيمي رع، وزير تحتمس الثالث، تسلمه كميات من الفول والعسل لخزانة معبد آمون.
الفول رمز ثقافي
وتابع أن الرسوم القديمة تُظهر العمال وهم يقدمون قرابين الفول ويكدسونها في “كومة”، كما تشير بعض النقوش إلى هرس و غربلة الفول.
ووفق كبير الأثريين، واجه المصريون خلال فترة احتلال الهكسوس تحديا غذائيا كبيرا، حيث عانى الكثيرون من الفقر والجوع، فكان الفول بخصائصه الغذائية وفوائده الصحية، بمثابة المنقذ الذي ساعدهم على تخطي هذه الأزمة.
انتشار الفول إلى العالم العربي
وأشار إلى أن الفول انتشر من مصر إلى الدول العربية المجاورة، مثل السعودية، من خلال الحجاج المصريين الذين اعتادوا على تناوله كجزء أساسي من وجباتهم.
وأكد كبير الأثريين أن القدرة كلمة مصرية قديمة تعود أصولها إلى اللغة القبطية، حيث اشتقت من كلمة “هيدرا”، التي تعني “بلاص” أو “جرة” أو “قدر”.
في اللغة العامية المصرية، لا تزال كلمة “القدرة” متداولة على ألسنة الكثير في اللغة العامية المصرية، حيث يُقال “قدرة الفول” للدلالة على وعاء طهي الفول.
كما تُستخدم هذه الكلمة في العديد من الأمثال الشعبية المصرية، مثل: “اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها”، ويُستخدم هذا المثل للتعبير عن أهمية الصبر والتحكم في النفس.
كيف يؤثر نقص فيتامين “بـ 12” على صحة القلب؟
رجل يجري اختبار حمض نووي لابنته بسبب شكه في زوجته.. النتيجة صدمة الزوجين
“خفية وغير ملحوظة”.. 11 علامة تنذر بإصابتك بأمراض القلب
بشرى سارة.. أبراج الحظ هيجري وراهم في مارس- هل أنت منهم؟
عادة بسيطة تساعدك على ضبط الكوليسترول في رمضان.. احرص عليها