كتبت – أميرة حلمي:



07:45 م


30/09/2025


الندب ممارسة شائعة بين العديد من القبائل الأفريقية، وهي ليست مجرد جروح على الجسد، بل لغة ثقافية عميقة تروي قصص الهوية والانتماء.

“والندب هو إحداث جروح متعمدة في الجلد باستخدام أدوات حادة، بحيث تلتئم وتترك علامات أو بروزات دائمة على الوجه والجسد”.

تعتبر هذه العلامات رموزًا لمرحلة انتقالية مهمة في حياة الفرد، مثل البلوغ أو الخطوبة أو الأنوثة، وتحمل دلالات رمزية ترتبط بالهوية القبلية، الخصوبة، الحماية من الأذى، وأحيانًا المعتقدات الروحية.

وفي ظهيرة دافئة ومع عزف الطبول الذي يملأ الأجواء، ليس من النادر أن ترى رجالًا ونساءً يفتخرون بندوب بارزة على وجوههم وأجسادهم. ورغم الألم المصاحب لعملية القطع، فإن الوجوه غالبًا ما تعكس الفرح، إذ تُعد هذه الندوب بصمة شخصية وجماعية تروي قصص النسب والمكانة والإنجازات، وتؤكد الهوية داخل القبيلة أمام المجتمع الأوسع.

أين تُمارس هذه العادة؟

تنتشر ممارسة الندب في غرب ووسط أفريقيا، مثل نيجيريا، وتشاد، والكاميرون، وإثيوبيا، كما توجد أيضًا عند بعض القبائل في شرق أفريقيا ككينيا والسودان.

وبحسب ما أورده موقع Times of India، يُنظر إلى هذه الممارسة باعتبارها تكريمًا للجسد، إذ ترافقها احتفالات جماعية تعبّر عن الفخر والشجاعة وتحمل المسؤولية.

اعتقاد بالحماية من الموت

قد يبدو غريبًا، لكن بعض المجتمعات الأفريقية ما زالت تؤمن بأن الندوب تملك قوة وقائية ضد الموت. ففي مقابلة مع “بي بي سي”، روت سيدة أن معالجًا تقليديًا نصحها بعمل ندبة على وجهها لحمايتها بعد وفاة شقيقتها التوأم وهي رضيعة.

ورغم أن ذلك لم يثبت علميًا، فإنها أكدت أنها شعرت بتحسن خلال أيام من إجراء الندبة.

كيف تتم العملية؟

تُجرى عملية الندب باستخدام أدوات تقليدية مثل السكاكين الحادة، الأشواك، شظايا الزجاج أو الشفرات المعدنية، وأحيانًا عبر أساليب الحرق. ورغم قسوتها، فإنها تُقام وسط طقوس احتفالية بحضور العائلة والمجتمع، ما يبرز قيمتها الاجتماعية والروحية.

تلتئم الجروح خلال أسابيع أو أشهر، لتتحول إلى أنماط بارزة تُعد رمزًا للجمال والقوة. وتُرافقها طقوس عناية خاصة لضمان الشفاء ومنع العدوى.

ورغم إرثها الثقافي، بدأت هذه الممارسة تفقد مكانتها بين الأجيال الشابة.

فبينما تراها الأجيال الأكبر تقليدًا مقدسًا لا غنى عنه، يعتبرها كثير من الشباب مجرد عملية مؤلمة لا تناسب الحاضر، خاصة مع تأثير التحضر، ومعايير الجمال العالمية، والاحتكاك بالطب الغربي.

ويعترف البعض بأنهم مارسوا الندب لمجرد تقليد الآخرين، لا بدافع الفخر أو القناعة، معتبرين هذه العلامات “نعمة مؤلمة” تعكس هويتهم وتاريخهم.

اقرأ أيضا:

لن تتوقع.. تأثير تناول طبق الفول بالبيض صباحاً على صحة جسمك

ماذا يحدث لصحة الكبد عند شرب 3 أكواب من القهوة يوميًا؟

هذا ما يحدث لقلبك والسكر في الدم عند تناول الشاي والقهوة

بعد إصابة الفنانة إنجي عبدالله بورم في جذع المخ.. احذر هذه الأعراض

احذر هذه العلامة في الشتاء.. مؤشرا على ارتفاع الكوليسترول

شاركها.