كتب – محمود عبده:



04:30 م


21/10/2025


في خطوة علمية قد تمهد لثورة في فهم اضطرابات الصحة النفسية، كشفت دراسة أسترالية حديثة أن النساء يحملن استعدادا وراثيا أعلى للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالرجال.

ووفقا لموقع العربية، نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، وشملت أكثر من 200 ألف مريض بالاكتئاب، ما يجعلها واحدة من أضخم الدراسات الجينية التي تناولت هذا الاضطراب حتى الآن.

فروق جينية واضحة بين الجنسين
أوضح فريق البحث من معهد بيرغوفر للأبحاث الطبية أن تحليلات الحمض النووي للمشاركين كشفت عن فروق جينية واضحة بين النساء والرجال؛ إذ تبين أن النساء يحملن ما يقرب من ضعف عدد العلامات الجينية المرتبطة بالاكتئاب مقارنة بالذكور.

فقد تم رصد نحو 13 ألف إشارة وراثية لدى النساء، مقابل 7 آلاف فقط لدى الرجال، وهو ما يشير إلى أن هناك عوامل بيولوجية فريدة تجعل النساء أكثر عرضة لهذا الاضطراب.

كيف تؤثر الجينات على الصحة النفسية؟
تقول قائدة الدراسة، الدكتورة جودي توماس، إن بعض هذه العلامات الجينية تؤثر أيضا على عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الهرمونات، مما قد يفسر الأعراض الجسدية المصاحبة للاكتئاب لدى النساء، مثل تقلبات الوزن وانخفاض الطاقة.

وأضافت: “هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تراعي الفروق البيولوجية بين الرجال والنساء، وهو ما لم يكن حاضرا بقوة في الأبحاث السابقة”.

أرقام عالمية مقلقة
يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعا على مستوى العالم؛ إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة أكثر من 300 مليون شخص به، مع وجود تفاوت ملحوظ في طرق التشخيص والعلاج بين الجنسين.

وأكدت الباحثة بريتاني ميتشل، إحدى المشاركات في الدراسة، أن الأبحاث السابقة في مجال الطب النفسي غالبا ما ركزت على الذكور، مما أدى إلى نقص في الفهم المتعلق بتأثير الاضطرابات النفسية على النساء.

وقالت: “لقد حان الوقت لإعادة التوازن في الدراسات السريرية، وضمان تطوير علاجات تأخذ في الاعتبار التنوع البيولوجي بين الجنسين”.

شاركها.