كتب – محمود عبده:



08:00 ص


15/10/2025


يعد مرض الاضطرابات الهضمية، المعروف أيضا بداء السيلياك، من الأمراض المناعية الذاتية التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتنتج عن تفاعل غير طبيعي تجاه الغلوتين، البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار.

وفقا لـ”ساينس أليرت”، كشف فريق دولي بقيادة جامعة ماكماستر الكندية الدور الحيوي الذي تلعبه خلايا الأمعاء المبطنة في تطور هذا المرض، ما قد يمهد الطريق لعلاجات أكثر فاعلية تتجاوز النظام الغذائي التقليدي.

التفاعل المناعي
يعاني المصابون بداء السيلياك من استجابة مناعية مفرطة تجاه الغلوتين، حيث تسبب كميات بسيطة منه أعراضا مزعجة مثل الانتفاخ، الألم، الإسهال، والإمساك، وقد تصل أحيانا إلى القيء والارتجاع.

ومع مرور الوقت، يرتفع خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة مثل سرطان القولون، هشاشة العظام، وأمراض القلب.

خلايا الأمعاء.. الدور المحوري
أظهرت الدراسة أن الخلايا المبطنة للأمعاء ليست مجرد حائط صد سلبي، بل تعمل كوسيط فعال في نقل شظايا الغلوتين إلى الخلايا التائية المناعية، مما يحفز الاستجابة الالتهابية التي تميز المرض.

وأكد الباحثون أن نحو 90% من المرضى يحملون جين HLA-DQ2.5، والباقون يحملون جين HLA-DQ8، وهما المسؤولان عن تنشيط الخلايا المناعية ضد الغلوتين.

نماذج حية تكشف الآليات
باستخدام نماذج حية من خلايا الأمعاء مأخوذة من فئران معدلة وراثيا تحمل الجينات البشرية، تمكن العلماء من دراسة تفاعل خلايا الأمعاء مع الغلوتين والالتهابات بدقة عالية، ما أعطى صورة واضحة عن كيفية بدء وتطور الاستجابة المناعية في المرض.

آفاق علاجية جديدة
تشير النتائج إلى أن التركيز على استهداف الخلايا المبطنة للأمعاء يمكن أن يغير من نهج علاج الاضطرابات الهضمية، حيث يمكن تطوير أدوية تعالج السبب الجذري للمرض بدلا من الاعتماد فقط على النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، الذي يعد تحديا للعديد من المرضى.

شاركها.