07:00 ص


الأحد 06 يوليو 2025

كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة عن نتائج مثيرة تربط بين مؤشر كتلة الدهون النسبية (RFM) و مشكلات العقم عند النساء.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية بين عامي 2017 و2020، شملت 1487 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و44 عاما، وتسلط الضوء على علاقة مثيرة للقلق بين تراكم الدهون الحشوية وصعوبات الإنجاب، وفقا لموقع “نيوز ميديكال”.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها اعتمدت على مؤشر كتلة الدهون النسبية (RFM) بدلاً من مؤشر كتلة الجسم التقليدي (BMI). يتميز مؤشر RFM بدقته العالية في تقييم الدهون الحشوية المتراكمة حول الأعضاء الداخلية، لأنه يعتمد على قياسات محيط الخصر والطول.

وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي يعانين من العقم سجلن معدلات أعلى في مؤشر كتلة الدهون النسبية (RFM)، حيث بلغت 42.8 مقارنة بـ 40.9 لدى الأخريات. وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع خطر الإصابة بالعقم بنسبة 6% لكل وحدة زيادة في هذا المؤشر.

وتفسر هذه العلاقة من خلال التأثيرات الفسيولوجية للدهون الحشوية على الجهاز التناسلي الأنثوي.

فالدهون الزائدة حول الأعضاء الداخلية تؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين والتهابات مزمنة، ما يعطل التوازن الهرموني ويؤثر سلبا على وظيفة المبيض. كما تزداد هذه المشكلة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، حيث تتفاعل عوامل السمنة مع الاضطرابات الهرمونية المميزة لهذه المتلازمة.

واللافت في هذه الدراسة أن الارتباط بين مؤشر كتلة الدهون النسبية والعقم ظل قويا حتى بعد التحكم في العديد من العوامل المؤثرة مثل العمر، العرق، الحالة الاجتماعية، الدخل، التدخين، واضطرابات النوم.

كما أظهرت النتائج اتساقا ملحوظا عبر مختلف الفئات الديموغرافية، بما في ذلك النساء ذوات الوزن الطبيعي ولكن مع ارتفاع في الدهون الحشوية، وهي حالة غالبا ما يتم إغفالها في الفحوصات التقليدية.

وعلى الرغم من قوة هذه النتائج، تشير الدراسة إلى بعض القيود المهمة. فطبيعة البحث المقطعية لا تسمح بتحديد علاقة سببية واضحة، كما أن العينة اقتصرت على سكان الولايات المتحدة، ما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج على شعوب أخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التفاعلات المعقدة بين العوامل الوراثية، نمط الحياة، والبيئة المحيطة.

وتفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة في فهم أسباب العقم وطرق الوقاية منه. ويقترح الباحثون أن مؤشر كتلة الدهون النسبية يمكن أن يصبح أداة قيمة في تقييم مخاطر العقم، خاصة للنساء اللائي لا تبدو عليهن علامات السمنة الظاهرة ولكن يعانين من تراكم الدهون الحشوية.

كما تؤكد النتائج على أهمية اتباع نهج متكامل لعلاج العقم يشمل ليس فقط الجوانب الطبية، ولكن أيضا تحسين نمط الحياة وإدارة الوزن، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب النفسية المصاحبة لهذه الحالات.

وفي ضوء هذه النتائج، يوصي الباحثون بإجراء دراسات طولية أكثر شمولا لتتبع التغيرات في مؤشر كتلة الدهون النسبية وعلاقتها بالخصوبة على المدى الطويل، بالإضافة إلى دراسات تبحث في تأثير التدخلات العلاجية التي تستهدف خفض الدهون الحشوية على تحسين فرص الحمل.

اقرأ أيضا:

“الفاكهة المعجزة”.. حل طبيعي لمشكلات النبض والرئة

لا تلاحظها بسهولة.. 5 أعراض تدل على الإصابة بسرطان الأظافر

“دون تحكم بشري”.. روبوتات تتنافس في أول دوري كرة قدم

“الأغلى في العالم”.. 10 صور لكعكة زفاف الملياردير جيف بيزوس

احذر.. تحضير “القهوة” بهذه الطريقة قد يسبب سرطان البنكرياس

شاركها.