كتب- أحمد الضبع
12:00 ص
24/12/2025
بالنسبة لكثيرين، تبدو حرقة المعدة مجرد إزعاج عابر يمكن تحمله، لكن خبراء الصحة يحذرون من أن تكرارها بصورة مزمنة قد يكون إنذارا مبكرا لمشكلات صحية خطيرة، تصل في بعض الحالات إلى مراحل ما قبل الإصابة بالسرطان.
ووفقا لشبكة “فوكس نيوز”، فإن نحو 10% من المصابين بالارتجاع المعدي المريئي المزمن قد تتطور حالتهم إلى ما يعرف بـ”مريء باريت”، وهي حالة يحدث فيها تغير في بطانة الجزء السفلي من المريء، حيث تستبدل بخلايا غير طبيعية أكثر عرضة للتحول السرطاني.
وتشير دراسات طبية إلى أن ما بين 3% و13% من المصابين بمريء باريت قد يصابون لاحقا بسرطان المريء، رغم أن الغالبية العظمى لا تصل إلى هذه المرحلة.
متى تتحول الحموضة إلى خطر حقيقي؟
يوضح الدكتور داريل جيوفري، أخصائي صحة الأمعاء والتغذية المعتمد بولاية فلوريدا، أن الخطورة لا تكمن في الإحساس بالحرقة ذاته، بل في تكرار ارتداد الحمض إلى المريء، قائلا: “المعدة مهيأة للتعامل مع الحمض، أما المريء فلم يصمم لهذا الغرض”.
ويشير إلى أن العضلة العاصرة المريئية السفلية، التي تعمل كـ”بوابة” تمنع عودة الحمض، قد تضعف أو تبقى مفتوحة جزئيا في حالات الارتجاع المزمن، ما يسمح للحمض بإلحاق أذى مستمر ببطانة المريء.
عوامل تضعف “بوابة الحمض”
بحسب جيوفري، يمكن أن تتأثر هذه العضلة بعوامل عدة، من بينها نقص المغنيسيوم، التوتر الشديد، قلة النوم، الجفاف، تناول الكحول، والوجبات المتأخرة ليلا، وكلها تساهم في إضعاف الهضم الطبيعي وزيادة الارتجاع.
ومع تكرار تعرض المريء للحمض، يحدث تهيج مستمر يشبه “حرقا كيميائيا بطيئا”، ما يؤدي بمرور الوقت إلى تآكل الأنسجة وتغير الخلايا، وهو ما يعرف بحالة “مريء باريت”، التي قد تتطور لاحقا إلى خلل التنسج، المرحلة السابقة مباشرة لسرطان المريء.
الرجال أكثر عرضة
يحذر جيوفري من أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات، نتيجة استهلاكهم السريع للمغنيسيوم، وارتفاع نسبة الدهون الحشوية لديهم، إضافة إلى العادات الغذائية غير الصحية مثل الوجبات الدسمة والمتأخرة.
علامات لا يجب تجاهلها
من بين المؤشرات التي تستدعي الانتباه: تكرار الحرقة أو اشتدادها، ظهورها أثناء الصيام، صعوبة البلع، الإحساس بأن الطعام عالق، بحة الصوت المزمنة، السعال المستمر، أو الشعور بكتلة في الحلق.
كما تعد القرح في الحلق أو الفم علامة على وصول الحمض إلى مناطق غير مهيأة له.
3 خطوات أساسية للوقاية
– التوقف عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
– دعم وتقوية العضلة العاصرة المريئية السفلية عبر تعزيز مخزون المغنيسيوم، سواء من خلال أطعمة مثل السبانخ، الأفوكادو، بذور اليقطين، الشيا، الكينوا واللوز، أو عبر المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
– تجنب المحفزات اليومية، مثل الكحول والكافيين، وتقليل الشوكولاتة والأطعمة الحارة والدسمة والوجبات الليلية، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء في الصباح بدلا من الليل.
